ملتقى الفيزيائيين العرب > منتديات أقسام الفيزياء > منتدى الفيزياء الكونية. | ||
هل نؤمن حقا بنظرية الانفجار العظيم ؟! |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#14
|
|||
|
|||
![]() ملايين السنين
يزعمون أن الكون بدأ تطوره منذ بليون بليون سنة ، أما الأرض فقد نشات حديثا جدا . إذ لم توجد إلا منذ بليونين من السنين فقط . وهذه الملايين من السنين والبلايين مما ضحكوا به على العالم ، فهم يحيلون عليها بلا كلفة ولا عناء ، وهذا ظاهر في كل أبحاثهم وعلومهم . ومعلوم أن عقلاء بني آدم فضلا عمن يتلقى علومه من مشكاة النبوة تدينا ، لا يقبلون مثل هذه الإحالات ، التي هي أدل دليل على كذب هؤلاء ودجلهم ، بل يعلم العقلاء يقينا ، أنه لا يلجأ إلى هذه الإحالات إلا من هو من أعظم الناس كذبا ، أو فاقد لعقله . ومن أين لهم العلم بوجود هذه المخلوقات في هذه الأزمان السحيقة ، وحدوثها بهذه الطريقة ، ولا شك أن حظ من لم يعتمد في علم هذه الأشياء على ما جاءت به الأنبياء التخبط في ظلمات الضلال ومتاهاته كما حصل لهم . علم الجيولوجيا قد يقال : إنهم يعتمدون في بحوثهم هذه على علم الجيولوجيا ، جيث ينقبون ويبحثون في الصخور وطبقات الأرض . هذه في الأرض ، أما ما فوقها فيعتمدون فيه على مناظير مقربة ، حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه من هذه النتائج . فأقول : من هنا ضل القوم وأضلوا غيرهم . فهذه الوسائل التي استخدموها ، لا تستقل بتحصيل المطلوب ، وقد جاءت ثمار بحثهم وتنقيبهم مهازل ، أنبأت عن عظيم ضلالهم ، مع مسخ عقولهم ، حيث زعموا أن أصل الإنسان من القرود ، وإنما وصلوا إلى هذه النتيجة بواسطة الحفريات والتنقيب ، وهي طريقة لا يسلكها إلا ضال ، ولا يزداد بها إلا ضلالا . ولما كان الزنداني ممن غرتهم علوم الملاحدة ، وأرادوا أن يفقوا بينها وبين علوم الشريعة المطهرة ، ولم يفقوا ، فقد قال في بعض كتبه تحت عنوان : السير في الأرض لمعرفة كيفية بدء الخلق . قال : إن تحديد المنهج العلمي للبحث أمر في غاية الأهمية ، وهذه الآية القرآنية (( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق )) تحدد لنا منهجا علميا لمعرفة كيفية بدأ الخلق ، وتبين أنه لا بد لنا من أن نسير في الأرض باحثين ومنقبين ، وأن معرفة تلك الكيفية التي بدأ بها الخلق تتوقف على سيرنا في الأرض ، وهذا ما وجده الباحثون في هذا الزمان ، من أنه لا بد من دراسة عينات الصخور ، والمقارنة بين تركيبات الأرض المختلفة ، إذا أردنا أن نعرف بدء الخلق على الأرض ، فمن أخبر محمدا النبي الأمي صلى الله عليه وسلم بكل هذا . انتهى . وهكذا تأول الزنداني وغيره من المتأخرين آيات القرآن ، لتشهد لهذه العلوم المضلة أنها صحيحة ونافعة ، وإلا فمعنى الآية ليس كما قال ، لا تدل عليه ولا تشير إليه . قال ابن القيم رحمه الله : كل موضع أمر الله سبحانه فيه بالسير في الأرض ، سواء كان السير الحسي على الأقدام والدواب ، أو السير المعنوي بالتفكير والاعتبار ، أو كان اللفظ يعمهما وهو الصواب ، فإنه يدل على الاعتبار والحذر أن يحل بالمخاطبين ما حل بأولئك ، ولهذا أمر الله أولي الأبصار بالاعتبار بما حل بالمكذبين . ذكر رحمه الله هذا الكلام في " أعلام الموقعين " بعد قوله تعالى : (( أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها )) ثم قال رحمه الله : فأخبر أن حكم الشيء حكم مثله ، ثم ذكر الكلام المتقدم ، فقال : وكذلك كل موضع أمر الله سبحانه فيه بالسير . إلى أن قال : فإنه يدل على الاعتبار والحذر أن يحل بالمخاطبين ما حل بأولئك . أين هذا من تأويل الزنداني من أن الآية المذكورة تبين أنه لا بد لنا من أن نسير في الأرض باحثين ومنقبين إلى آخر ما قال ؟ فالمنهج العلمي للبحث كما سماه الزنداني شيء ، ومعنى هذه الآية شيء آخر . ولقد جعل آيات من القرآن غير هذه معطلة عن معرفة معناها ، أو مئولة بغير تأويلها إلى أن ظهر هذا العلم المردي المهلك ، فصار معنى هذه الآية وأمثالها البحث والتنقيب ، ودراسة عينات الصخور ، والمقارنة بين تركيبات الأرض المختلفة . وإن من عظيم ما أصيب به الإسلام اليوم ثمار هذا البحث ونتائجه ، وهو القول بدوران الأرض ، والضلال في بداية نشأة الكائنات الحية ، وغير ذلك من الباطل الذي ضل به الدهرية ، وأضلوا به من قلدهم . أما طريقة القرآن فشيء آخر لا يقارب هذا ولا يدانيه ، بل يفضحه ويبين بطلانه ، ولم يرد الله منا أن نبحث وننقب ، فقد أراحنا وله الحمد من هذا العناء المفضي إلى الضلال ، ولم يكل معرفة بداية المخلوقات ولا نهايتها لبحثنا وتنقيبنا ، فقد أخبرنا بما كان وما سيكون مما ننتفع بمعرفته ، ولقد حسدنا هؤلاء الملاحدة ، الذين يكدحون طوال أعمارهم في البحث والتنقيب ، ثم في النهاية يأتون بنتائج ضالة مضلة لا يقبلها إلا عقل زائغ مفتون ، مثل : تسلسل الإنسان من القرود ، ودوران الأرض . فالقرآن فيه نبأ من قبلنا ، وخبر من بعدنا ، وفيه هداية الخلق لما خلقوا له ، حاشا أن يكن فيه الأمر بهذا الباطل والضلال . وليست هذه من طرق السلف في علومهم ومعارفهم ، وقد أنكروا على المتكلمين ، وذموهم وضللوهم بانتحالهم طريقا لم يكن عليها النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه ، ولقد كانت نهاية المتكلمين الحيرة والضلال كما هو معروف مع أنهم لم ينكروا وجود الخالق ، ولكن أرادوا أن يستدلوا عليه ، ويعرفوه بغير طريق الدين ، الذي كان عليه نبيهم وسلفهم الصالحون ، فضلوا وأضلوا غيرهم فكيف بهؤلاء الذين يصرحون أنهم من أول خطوة يخطونها في طريق بحثهم وتنقيبهم منكرون لوجود الخالق سبحانه ، فأي خير يرجى من هؤلاء ؟! هذا بالنسبة للبحث والتنقيب في الأرض . أما الأجرام العلوية فأنى لهم اكتشاف حقائقها بهذه المناظير التي غايتها مسافات قريبة لا نسبة لها والأبعاد التي بينهم وبينها . فهذا النظر والرصد لا يحصلون منه إلا على الزيادة في الضلال ، ولذلك جاءوا بنتائج هي أعظم خطأ وأشد خطرا من زعمهم تسلسل الإنساء من القرد . فبواسطة هذه المناظير أنكروا وجود السماوات السبع المبنية وما فوقها ، وازدادوا ضلالا في إنكار وجود الرب سبحانه ، وهذا هو مراد إبليس منهم بهذه الشيطنة ، وليتخذهم وسيلة لإضلالنا . ولقد جاء ذلك كله نتيجة اعتقادهم دوران الأرض . وقد كتب في ذلك من سبر حقيقة أمرهم وما آلت إليه حالهم بعد اعتقادهم دوران الأرض وما تبعه . قال : كان من آثار القول بأن الأرض تدور حول الشمس : أن اعتبرت الدول الأوربية كل الذي عاش فيه الإنسان من تطلعه الدائم إلى السماء ، وربط مصيره بيوم القيامة ، ورجوعه إلى الله ، والوعد والوعيد ، والجنة والنار ، هو من أوهام العقل وترهاته في طفولته ، وأصبحت الصيحة التي تمثل الحضارة والمدينة الحديثة هي تحطيم الآمال عن التعلق بالحياة الآخرة ، والإخلاد إلى الأرض ، وقامت الأناشيد والأغاني لأمنا الأرض ، وأصبح كل حديث عن السماء ، وعن الملائكة التي في السماء بما في ذلك الحديث عن رب السماء هو محض هذيان ، وصرف للناس عن حقائق الحياة ، وهو حديث العجائز والشعوب المنحلة والعقول المتخلفة . انتهى . واعتقاد دورا ن الأرض أعظم من اعتقاد تسلسل الإنسان من القرود بكثير ، هذا الأخير فرع من الأول ، وإنما الذي اتضح للناس أكثر بطلان تسلسل الإنسان من القرود ، والتبس عليهم أمر دوران الأرض ، لأنه تصدى لترويجه كتاب ممن ينتسبون للإسلام ، تأولوا كثيرا من أدلة الكتاب والسنة ، زاعمين أنها تؤيد هذا القول ولا تعارضه . كل دليل من الكتاب والسنة على دوران الأرض فهو تأويل باطل ومما ينبغي أن يعلم : أن كل آية أو حديث صحيح ذكرا دليلا على دوران الأرض ن فإن ذلك بلا شك ولا ريب تأويل باطل ليس هو معنى الآية قطعا ولا الحديث ، لأن الدليل الصحيح لا يدل إلا على الحق لا يدل على الباطل إذا تبين معناه الصحيح الذي أراده المتكلم . لكن المصائب تجيء من التأويل المخالف لمراد الله ورسوله . ولذلك يقول الإمام أحمد رحمه الله : أكثر ما يخطئ الناس من جهة التأويل والقياس. وفي هذه المتاهة خاض كثير من المتأخرين من حيث بدأت هذه العلوم وأحدثت ، ويسمونها العلم الحديث ، وهو لو كان علما نافعا لما صار حديثا ، وإن حداثته لمن أدله ضرره وعدم نفعه ، لأنه لو كان خيرا لأدركه سلف هذه الأمة ، الذين بذلوا حياتهم رخيصة في سبيل العلم النافع ، وقد أدركوا بغيتهم ، وحماهم الله من هذا الضلال. فهؤلاء الكتاب المتأخرون يحاولون جاهدين أن ينفخوا بصورة هذا العلم الحديث روح الحياة ، ويأبى الله إلا ألا تستوي الظلمات والنور ولا الظل ولا الحرور ، وألا يستوي الأعمى والبصير. وسأذكر إن شاء الله أمثلة للتأويل الباطل فيما بعد. وقد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله أن الملاحدة يعرضون عن نصوص الأنبياء ، إذ هي عندهم لا تفيد العلم ، وهذا بعينه هو الذي قررته سابقا من اتخاذهم طريقا محدثا في البحث والعلم ، لا يعولون فيه على خبر خالق هذه المخلوقات الخبير بها ، ولا على أخبار أنبيائه . ثم قال الشيخ رحمه الله : وأن أهل البدع يتأولون القرآن برأيهم وفهمهم ، بلا آثار عن النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه . انتهى . وهذا بعينه هو الذي وقع ممن ابتلي بهم الإسلام ، وهم يدعون نصرته ، حيث تأولوا القرآن برأيهم وفهمهم ليجاري علوم الملاحدة . وقد قال شيخ الإسلام : من فسر القرآن والحديث وتأوله على غير التفسير المعروف عن الصحابة والتابعين ، فهو مفتر على الله ملحد في آيات الله محرف للكلم عن مواضعه . فكل دليل استدل به من الكتاب والسنة على دوران الأرض داخل في هذا لأنه متأول على غير التفسير المعروف عن الصحابة والتابعين ، وهو على كل حال باطل ، وكذلك كل دليل يزعم المستدل به أنه عقلي على ذلك فهو فاسد . فاصل : لقد ذكرت في بداية الموضوع بعض الأدلة والتي أولتها باجتهاد مني .. وأنا أسحب هذه الاجتهادات حتى أتأكد من صحتها .... حيث سأسأل أهل العلم عنها ......... ( ولد أبوي ) ***************************** ماذا يعني القول بدوران الأرض هذا الاعتقاد ليس مقصودا لذاته ، وإنما هو مقصود لغيره ، إذ هو حلقة من سلسلة تبدأ من التعطيل وتنتهي إليه ، ومعتقده يلتزم من أجله لوازم في غاية الخطورة ، حيث يلتزم أن مافوق الأرض من كل جانب فضاء لا نهاية له . والذي يقول الفضاء لا نهاية له منكر لوجود الرب سبحانه وتعالى . يوضحه الرسم رقم (1) فضاء الملاحدة لا ينتهي وكله مجرات نظرية دوران الأرض تستلزم نفي وجود السماوات السبع المبنية وما فوقها ، وهم يصرحون أن الفضاء لا نهاية له فيقال لهم : أين الله إذا ؟ انظر إلى الرسم رقم (1) ترى في وسطه ما يسمونه المجموعة الشمسية وتحتوي الشمس وما انفصل عنها بزعمهم من الكواكب ، التي من ضمنها الأرض ، والكل يدور حول الشمس ، والفضاء في تخيلهم مليء من مثل هذه المجموعات الشمسية ، يدور بعضها حول بعض ، ويطلقون عليها اسم المجرات ، لأن المجرة عندهم هي مجموعة من المجموعات الشمسية يقدرونها بالملايين ، وبينها مسافات خيالية اصطلحوا على قياسها بسرعة الضوء ، وتقديرها بالسنين الضوئية ، ويزعمون أن هناك بليون من المجرات ، ولا يزال الكون يتسع والمجرات تتكاثر . فإذا كانت المجرة الواحدة تحوي ملايين من المجموعات الشمسية ، مع أن المجموعة الشمسية الواحدة تأخذ من المسافة في الفضاء 3675 مليون ميلا ، والفضاء فيه بلون من المجرات ، فحكاية هذا الذي تخريف المجانين أحسن منه كافية لمعرفة بطلانه . |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|