ملتقى الفيزيائيين العرب > قسم المنتديات العامة > منتدى الأخبار العلمية. | ||
الأحقاف مساكن قوم عاد |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#4
|
|||
|
|||
![]() [align=center] بسم الله الرحمن الرحيم
ونعود الآن لتحديد في أي جزء من الأحقاف يوجد المكان الذي سكنه قوم عاد وذلك على ضوء الآيات القرآنية التي تحدثت عن هؤلاء القوم. وكما هو معروف فإن المدن والقرى تبنى حيث توجد مصادر المياه التي يشرب منها البشر ويسقون منها أنعامهم ومزروعاتهم وعادة ما تزدهر هذه المدن وتظهر فيها الحضارات إذا ما توفرت المياه بشكل دائم وبكميات كافية كما هو الحال مع الحضارات التي ظهرت على أنهار النيل والفرات ودجلة. لقد حدد القرآن الكريم أن قوم عاد كانوا يعتمدون على مياه العيون المنتشرة بين كثبان الأحقاف وذلك مصداقا لقوله تعالى: "وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134)" الشعراء. وإنه من غير المستغرب أن تتفجر هذه العيون من بين رمال هذه الصحراء القاحلة إذا ما علمنا أن كميات هائلة من مياه الأمطار التي تسقط على مرتفعات اليمن وعمان المحاذية للأحقاف من الجهتين الغربية والجنوبية تصب في رمال الأحقاف. إن مياه الأمطار الموسمية التي تسقط على سلسلة جبال حضرموت وعمان والتي يبلغ طولها أكثر من ستمائة كيلومتر وبعرض يزيد عن مائتي كيلومتر تصل في النهاية إلى رمال الأحقاف من خلال عدد كبير من الأودية. وبما أن مستوى مياه العيون التي يتم حفرها فيما بين الكثبان يتأثر تأثرا مباشرا بكميات الأمطار التي تهطل على سفوح الجبال فإن قوم عاد كانوا يستبشرون خيرا عندما تنزل الأمطار على أوديتهم مصداقا لقوله تعالى: "فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24)" الأحقاف. إن المياه التي تصب في رمال الأحقاف الممتدة من اليمن غربا إلى الحدود اليمنية العمانية بطول سبعمائة كيلومتر لا تكاد تستقر فيها بل تجري باتجاه الشرق بسبب ميلانها الكبير فهي تبدأ بارتفاع ألف ومائة متر وتنتهي بارتفاع مئتين وخمسين متر. أما الجزء الذي يمتد من الحدود اليمنية العمانية إلى نهايتها في الإمارات مرورا بالسعودية بطول خمسمائة كيلومتر فإن ميلانها منخفض جدا حيث تبدأ بمئتين وخمسين مترا وتنتهي بمائة متر ولذلك فإن المياه الجوفية تتجمع بشكل كبير تحت رمال الصحراء وتسير ببطء باتجاه واحة ليوا الاماراتية. ومن الواضح من الصورة التالية أن المكان الأكثر احتمالا لمساكن قوم عاد هي الأحقاف الموجودة في المنطقة العمانية وذلك لأسباب كثيرة. أولها أن هذه المنطقة تغذى بالمياه من واديين عظيمين (باللون الأبيض) تمتد تفرعاتها النهائية على مدى مائتي كيلومتر من جبال حضرموت وعمان كما واضح من صورة جوجل إيرث التالية. ![]() وثانيها أن المياه التي تجمعها الأحقاف الموجودة في الجزء اليمني تصب في النهاية في هذه المنطقة بسبب ميلانها الكبير كما ذكرنا سابقا. أما ثالثها فهي اتساع منطقة الأحقاف في هذا الجزء منها وكذلك سهولة المنطقة الجبلية المحيطة بها مما يسهل من بناء المدن والقرى حول الأحقاف بينما يتم إنشاء المزارع فيما بين الكثبان الرملية التي تحتفظ بالمياه على شكل مياه جوفية كما هو الحال في واحة ليوا الإماراتية كما هو واضح من الصور السابقة. وإلى جانب هذه الأسباب فإن المكتشفات الأثرية في هذه المنطقة تؤكد على أن هذه المنطقة هي المنطقة المحتملة لوجود مدينة إرم ذات العماد والتي وصفها القرآن الكريم بأنها لم يخلق مثلها في البلاد من حيث عظم وجمال أبنيتها وذلك في قوله تعالى "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8)" الفجر. ومما يؤكد على صحة فرضية وجود مدينة إرم في هذه المنطقة هو المصير الذي آلت إليه هذه المدينة والطريقة التي حل بها عذاب الله بالقوم الذين كانوا يسكنونها كما ورد ذلك في القرآن الكريم. فقد جاء في القرآن الكريم أن قوم عاد قد أهلكوا بالريح والتي وصفها الله بأوصاف مختلفة ومخيفة تبين مدى العذاب الذي حملته لقوم عاد كما في قوله تعالى "وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيةٍ (8)" الحاقة وقوله تعالى: "كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ( 18) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (19) تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (20) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (21)" القمر وقوله تعالى "فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ (16)" فصلت وقوله تعالى "وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (41) مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (42)" الذاريات. [/align] تابع
__________________
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|