ملتقى الفيزيائيين العرب > قسم المنتديات العامة > منتدى المناسبات. | ||
يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟ |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#321
|
|||
|
|||
![]() لا أخطر من سلاح نووي بيد اسرائيل
بقلم : محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم..فلسطين كلمة سلاح نووي تعني قنابل نووية ، أو رؤوس نووية ، تحملها طائرات ، أو صواريخ ، الى المواقع التي يراد انزال كارثة بها ، ، وكلمة قنبلة نووية أو رأس نووي ، تعني جهازا معقد التركيب ، يحمل مادة نووية انشطارية ( يورانيوم ٢٣٥ أو بلوتونيوم ٢٣٩ ) ، وهو مزود بتقنية ( هي كلها مع القنبلة ) ، تتسبب في لحظة محددة بتفجير القنبلة ، ما يترتب عليه تحرير طاقة هائلة (نووية) .. من هذه المادة الانشطارية ، وتتسبب في ضوء ذلك بدمار كبير جدا ، وتترك آثارا في الطبيعة يمتد تأثيرها الى سنين طويلة ، فهي مؤثرة في خلخلة البيئة والانسان معا ، فصحته تظل معرضة للمخاطر بسبب من تنفس أو أكل ، وانتقال بالوراثة للجينات المشوهة من جيل الى آخر . وأما بالنسبة للقنبلة حين انفجارها ، فانها تتسبب في موجات رعدية شديدة جدا ، وحرارة عالية جدا ، وتأيين كبير جدا للهواء ، وكل هذه معا تتسبب بدمار هائل ، فان عمود كهرباء من حديد أو ألومنيوم على بعد كيلومتر واحد أو اثنين ، مثلا ، من موقع الانفجار يغدو فحما ، ولذلك كله ، فكلمة قنبلة نووية تشيع الرعب ، فاستعمالها في حرب يعني بوضوح دمارا شاملا ، ويتبعه الى سنين طويل تشويه في خليقة الانسان ، وليس ثمة من دواء يوقف هذا التشويه ، فعلى ذلك ثمة مصداقية لاستبعاد القنابل النووية عن النزاعات ، وثمة مصداقية أيضا لامتلاك سلاح نووي ، فلأنه بهذه القدرة على انتاج الدمار ، فيمكنه أن يكون سلاح ردع ، يرتدع به من يسعى بعدوان على من يمتلك هذا السلاح ، فهو يخشى من أن يتم استعمال السلاح النووي ضده . وفيما يتصل بايران ، فهي دولة تسعى بنشاطات نووية لأغراض سلمية ، والى انتاج وقود نووي ، هي بحاجة اليه من أجل مشروعاتها النووية ، ولم تنتج قنابل نووية ، وتصر على أنها لا تتجه الى ذلك ، لكن الواضح بأنها لا ينقصها القدرة على انتاج القنبلة ، سوى أن تنتج الوقود النووي بتثرية تقارب ال%95 ، وهي التثرية المطلوبة لانتاج القنبلة النووية ، فمثلا خمسة كيلوغرامات من مادة يورانيوم ٢٣٥ ، بتثرية كهذه ( الكلمة الشائعة هي تخصيب واني لا استسيغها على صحتها ، واني أرى كلمة تثرية هي الأصح ) ، كافية لانتاج قنبلة نووية .( أو بلوتونيوم ٢٣٩ بنفس نسبة التثرية ) ، وهب أن ايران تحولت الى دولة نووية ، أي أصبحت تمتلك اسلحة نووية ، فهي ايران النووية ، فسوف تنتفع بذلك بأن تبني هيبة دولة نووية ، وتلقي بظلالها على مساحات واسعة من المنطقة التي تريد أن تؤثر عليها ، لكن هناك باكستان ، فهي دولة نووية ومن سنيين ، فأين هيبة باكستان ، أين الهيبة ؟ ، فهي في حال لا يسر قادتها ولا يسر أصدقاء لها ، فالهيبة ليست مستمدة من القنبلة النووية ، ولا من القدرة على انتاجها ، وانما من تكامل عدة أمور معا ، الاقتصاد ، والسياسة ، والتماسك الاجتماعي ، والدور السياسي البارع في العلاقات الدولية ، فالى كل هذا تنضاف القدرة العسكرية بما فيها القنبلة النووية ، وتصنع الهيبة ، وأحسب بأن ايران تحتاج الى تعديل في بنيوية نظامها السياسي ، في جعله ولاية فقيه ، في سياقات نظام الحرية ، فليس أن تلغي نظام فقيه ، وانما أن يكون نظام الحرية هو الوعاء الذي يتحقق فيه نظام الفقيه ، فثمة ضرورة لتعديل في الفهم لبعض النصوص التي قال بها امام ايران الأوحد روح الله موسوي الخميني ، فبذلك تزداد تماسكا ، ومع ذلك ، هب أن ايران امتلكت سلاحا نوويا ، فهل تستعمل ايران النووية سلاحها النووي ، وضد من ، فيكفي انذار واحد من روسيا أو من بريطانيا أو أميركا الى ايران ، بأنه اذا استعملت قنابلها النووية ضد اسرائيل ، فسوف يتم مسحها من الوجود بقنابل نووية أميركية ، فأميركا بما هي عليه من قدرات ، تمتلك من السلاح النووي ما به تستطيع أن تدمر العالم أكثر من مرة واحدة ، يكفي انذار كهذا ويكون جادا جدا ، لينام سلاح ايران النووي في مكانه ، فاذن من وجهة نظر عملية لا تستطع ايران استعمال هذا السلاح ضد اسرائيل ، طالما أن هناك علاقات القوة كهذه القائمة الآن في العالم ، فأميركا حامي حمى اسرائيل ، فأما أن تستعمل ايران سلاحها النووي ضد بلد عربي أو مسلم فهذا خارج الوعي وخارج العقل وخارج كل فهم ، فما حاجة ايران الى سلاح نووي اذن ؟، ومن هنا فان كل ما تقوله اسرائيل ، وما تقوم به من تحريض على خطورة امتلاك ايران لسلاح نووي ، انما هو كلام فارغ من كل معنى ، اذ لن يكون هناك من يجرؤ على التفكير باستعماله ضد اسرائيل ، الا أن يكون قد اتفق له استدعاء كارثة ، لتنزل بايران مع اتخاذه قرارا كهذا ، وذلك لأن رد الفعل الأميركي سوف يكون كارثيا على ايران ، ومن هنا فمقولات اسرائيل في هذا الجانب ، تندرج في سياقات رغبتها الدائمة بأن تلحق الضرر ، بكل قدرة اسلامية أو عربية ، ومن هنا يطل السؤال ، فلماذا يفزع بعض العرب ويقلقون من امتلاك ايران لأسلحة نووية ، فلتمتلك ، فان لم ينتفعوا بذلك فلن يلحق بهم من هذا ضرر ، سوى في داخل الصراع على الهيمنة التي تصر عليه ايران ، وهو الصراع الذي يشكل بذاته لب الخطأ الذي يلحق الضرر بها في الساحة العربية ، فلتكن الصديق والأخ ، لا المشتق من عقلية غائرة في القدم ، والساعي الى أن تكون له الهيمنة بوهم ماض ينخر في الوعي ، ويدفع الى فكرة امبراطورية اسلامية فارسية . فدرس التاريخ الأفيد هو التعاون لا التناحر ، والعمل المشترك ، في اعلاء ينيان الأمة العربية والاسلامية ، بدلا عن التحادد والتنافر المنتج بالضرورة ضعفا في القدرة الجماعية ، بصرف لامكانيات كبيرة ، الأجدى لها أن تكون موظفة في البناء والتعمير ، وانتاج العلم وتوظيفه في بناء حضارة اسلامية جديدة . وعلى أية حال فان قدرة نووية ايرانية يمكنها ، أن تفيد ايران في كل اتجاه في الجوانب السلمية ، في الطب والزراعة والصناعة والأبحاث . وفي الجانب التكتيكي العسكري ، فان سعيها في مستقبل الأيام ، الى انتاج قنابل نيوترون مثلا ، لربما يكون ذا فائدة استراتيجية في مواجهات مع جيوش في ساحات قتال ، ولربما هذا هو ما يرعب اسرائيل ، فسلاح كهذا يمكن استعماله ضد حشود من جيوش ، بابادتها دون أن يلحق ضرر بممتلكات . وبالنسبة لاسرائيل فان امتلاكها سلاحا نوويا ، لا يعني أن تستعمله ، في كل نزاع ، فهو ضد الفدائيين لا فائدة منه ، وضد الفلسطينيين على أرض فلسطين لا قيمة له ، ولكنه ضد الدول العربية والاسلامية يمكنه أن يكون كارثيا ، فهو خطر على كل قياس ، فصاروخ يحط برأس نووي على القاهرة وآخر على مكة أو الرياض ، أو على قم أو طهران و...، وذلك ساعة اسرائيل تختار بين أن تكون أو لا تكون ، فهنا اسرئيل بسلاح نووي تشكل خطرا وجوديا على العرب والمسلمين ، وعلى ايران، فامتلاك ايران لسلاح نووي يمكنه ساعة الحسم فقط مع اسرائيل، بين أن توجد أو لا توجد فتنتهي ، بأن يستبق الى شل وجودها ، وبتضحية بحياة أبناء فلسطين بأرضهم ، فضرب اسرائيل بسلاح نووي يعني ضرب الفلسطينين ، بحكم الجغرافيا ، وهذا تصور أقرب الى الحافة بين الممكن واللاممكن . ولكن هل تمتلك اسرائيل سلاحا نوويا ، فالجواب ، ليس ثمة دليل قطعي واحد على ذلك ، فمن لديه فليقل لي ، فأنا لا أرى ولا أجد ، وما أقصده هو الدليل الذي لا لبس فيه ، فلا يسردن أحد لي القصة البائسة لفعنونو ، ولا يأتين لي بتصريحات في صحافة ، ولا بأن هناك من قال وأكد على ذلك ، فالدليل القطعي ، ما قامت به مثلا الهند أو باكستان لتدلل على وجود سلاح نووي بيدها ، وفي كل الأحوال فان اسرائيل في الحضن الأميركي ، ونتذكر هنا الانذار لصدام حسين وقت حرب الخليج الأولى ، فلقد أنذرت أميركا العراق ، بأن استعماله لسلاح غير تقليدي ضد اسرائيل ، يعني استعمال أميركا لأسلحة نووية في ضرب بغداد ، وكذلك الشأن كان من جانب هيلاري كلينتون في خلال منافستها على رئاسة أميركا ، فقد أنذرت ايران بأن أميركا سوف تمحوها عن الوجود ، اذا هي وجهت ضربات الى اسرئيل ، فعلى ذلك فان امتلاك اسرائيل لسلاح نووي من عدمه ، لا يعني غيبة سلاح نووي يتحرك ساعة الضرورة لحماية اسرائيل . فاسرائيل من أواخر الستينيات من القرن الماضي تمضي في سياسة ضبابية ( وهو درس في الاستراتيجية النووية استقته من الادارة الاميركية آنذاك ) ، فلا تدع لأحد امكانية أن ينفي وجود هذا السلاح لديها ، ويملك في نفس الوقت ما يبرهن به على صدق نفيه ، ولا بأن يجزم بالدليل بوجوده ومعه ما يدلل به على صدق جزمه ، وهذا هو حال السياسة النووية في اسرائيل الى الآن ، وهي سياسة برهنت على فاعليتها في انتاج هيبة نووية لاسرائيل ، بل وتعدت بهذه الهيبة ، الى منتوج انضاف لها ، وتجلى في التأثير على السياسات العربية التي أملاها الصراع الذي فرضته – بوجودها - اسرائيل ، فهل هذه الضبابية كانت لانتاج المضاف هذا مع الاستبقاء لامكانية ، لربما تستحيل ضرورة أمن ، وهي النزوع الى اتفاق يجعل منطقة الشرق الأوسط برمتها خالية من السلاح النووي ، وذلك حين يصبح هذا الاتفاق ، هو عين ضرورة ، لايقاف طموحات دول في المنطقة الى امتلاك سلاح نووي ، فعلى ذلك ها هو الواقع الذي كان محتملا قد أصبح الآن حقيقة واقعة ، فهذه ايران بينها وبين السلاح النووي ، أن لا تعترضها قوى عظمى على ذلك ، ومثلها مصر التي لم يتوقف العائق الدولي يوما ، عن اعتراض دربها ، فهل حكمة مصر التي جعلتها تلح دوما ، على جعل هذه المنطقة خالية من السلاح النووي ، هو ما يعني بأن هذا هو ما سوف تمليه ضرورات الأمن لدول المنطقة ؟ ، وهل خلو العرب والمسلمين في هذه المنطقة من سلاح ردع ترتدع به أوروبا وأميركا معا ، هو في صالح ميزان الردع الذي هو في حقيقته مختلا ، وليس في صالح العرب والمسلمين ، أليس في هذا الخلو بذاته استبقاء لخلل لا يمكنه بحال أن يضيف في أمن شعوب الأمة العربية والاسلامية ، أم تراه الخلو أو الاخلاء املاء واقع وظروف وحاجة تكيف ، للتزود بما يعين على استبدال هذه الظروف ، واعادة تشكيل الواقع على ما يسمح بالانتقال من خلل في توازن في الأمن ، الى دنو من توازن ، فالى ما يحقق توازنا استراتيجيا في مستقبل الأيام ، فليس بالسلاح وحدة يتحقق الأمن ، فثمة وضع اقتصادي واجتماعي وعلمي ، ولا مفر من اعادة تشكيله ، على ما يمكن به تحصيل محصلة لجملة من امكانيات ، تمكن من تحقيق تمكين للأمن ، على ركائز ذات قابلية للنمو ، والتدافع بها ، في عملية تقدم ، يتوفر بها الممكن الضرورة ، لتمكين لامكان يمكن موضوعيا أن يكون ممكنا ، فالخلو أو الاخلاء ، ليس بذاته اختيار وانما هو موقف منبثق من املاء موضوعية أوضاع لا فكاك من املاءاتها . .................................................. .................................................. ..................................... 24/11/2009 الثلاثاء astrosameh@Gmail.com |
#322
|
|||
|
|||
![]() بين سلام والسلام
بقلم: محمد يوسف جبارين(أبوسامح)..أم الفحم ..فلسطين وهل هناك أرفع من السلام معنى يحيط بالحياة ويتخللها ، ويسودها ؟! فانتزاع السلام من الحياة ، يتركها تضطرب وتصطرع ، فقلق وضيق معاش ..فقدان سيطرة واضطراب ديمومة . فلا أمن ولا أمان . صراع يدور ويشتعل . نار تأكل ولا يكف لهيبها عن التهام الأخضر واليابس . فطالما أن هناك حياة في الأرض ، فلا أروع ولا أنبل ، ولا أعظم من السلام كلمة ومعنى وحياة ، ومعنى يتمناه الانسان لنفسه وللناس والمحيط الذي يحيط به ، فمناخ يسوده السلام فيه من الظروف والامكانيات ، ما يجعل الانسان قادرا على أن يحيا حياة حرة كريمة عزيزة . لذلك كانت " السلام عليكم " تحية الاسلام ، فاذا ثمة حياة ، فأمن الحياة ، وأمان من يحياها . وكلاهما الأمن والأمان ، لا يقومان وحدهما ، بل يشترطان وضعا اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وعلميا ، يؤهل الظروف ، وينميها ، لتكون على حال يسفر عن الأمن والأمان لكل الناس . فلقد تضطرب الأوضاع في البلاد ، بسبب من وضع اقتصادي أو اجتماعي ، وهذا الخلل لربما يتسبب في تغييب الأمان والأمن . ولعل الايماءات وأطراف الكلام ، فيها من قوة الافصاح ما يضع الفكر على كشف دلالات ونوايا ، وأوجه مقاصد وقناعات ، ما يكفي للتعرف على موقف مستور ، أو فكر يحاول أن يستر نفسه بضبابية يتلمع بها . وثمة انتباه الى الفارق بين " السلام عليكم " وبين " سلام..." لنلاحظ فارقا اساسيا ، في مقصود الكلمات من معان ودلالات ، والذي يوفر انتاج هذا الفارق هو( أل التعريف ) ، وما تنضح به النفس ، وله صلة بالمخصوص بالكلمات حين النطق بها ، فهذه تدخل على كلمة " سلام " فتصبح "السلام " ، فلا تتركه على عواهنه .. أي سلام . بل تصله بمقصوده من المعاني والدلالات ، فتغدو " السلام عليكم " حين قولها تخص المعاني التي تتكامل لها في مبناها ، وتخص قائلها ، بما يقصده ويتمناه من المعاني ، وما تعنيه في مجرى حياته . فكذلك يعلن عن نواياه ومقاصده ، وتخص من يتلقى الكلمات ، فوقعها له صلة بأحوال النفس والعقل حين التلقي ، لكنها على أقل تقدير تنبه العقل بأن هنا آخر .. هذا هو مقصوده وهذا ما يتمناه . وبين هذه وبين " سلام " ، وقد تجردت من أل التعريف ، نجد أن التجريد في حد ذاته ، لا يوجب بالضرورة الحصر والتحديد ، لكل المعاني التي يتوجب أن تعنيها كلمة السلام . وهو ما يدع للقائل وما يعنيه بما يقول ، والذي خصه بما قال ، مساحة نوايا ومقاصد مخبوءة ، فجائز أن يكون محمول الكلمة لدى المتلقي ، غير محموله لدى قائله ، فالمستمع المتلقي أغرق الكلمة بالمعاني التي ظنها محمولا ، وما منها معنى ابتغاه وقصده القائل ، فالكلمة ذات قابلية لأكثر من محمول . والقول بأن سلام هو السلام يحتاج الى اعادة نظر ، بالتنازل عن اعتباط المعاني وتسريحها في غير مذاهبها ، وذلك لحاجة العاقل دوما ، الى تكوين حكم ، يستقيم له ، فما حال مقصود المعاني وعلى أي وجه رمت . فسلام بمعنى أي سلام ، ليس بالضرورة ، بأن يكون هو السلام ، فسلام لا يكون على كل قصد وعلى أي قياس بمعنى السلام . فسلام بمعنى الاستسلام هو غير السلام ، وذلك لأن السلام ، لا يكن بمعنى الاستسلام . فمن يريد للطرف الآخر أن يساوم ويسرف في مساومته ، والى حد الخضوع والاستسلام ، فانه لا يستطيع أن يزعم لنفسه ، بأنه امتلك المقدرة على اقامة السلام . فالذي قام به هو استعماله للقوة في انجاز الاستسلام ، لا السلام ، فالطرف القوي الذي يفعل ذلك ، ضد الطرف الضعيف الذي ينازعه ، فانه لا يحصل على السلام ، حتى وان ذهبت به ظنون القوة والوهم التي تبسطه ، الى قناعته بأنه قد استطاع ، وذلك لأن ما استحصله بقوته هو أمر وواقع قد صنعه بالقوة . وما سوف يترتب على ذلك ، هو أن كل ادامة أو استطالة في عمر الأمر الواقع ، انما تشكل ضغطا على أعصاب الطرف الضعيف ، لاستنفار قدراته ، وتجميعها في فعل يترتب عليه تغيير الأمر الواقع . فالسلام على شعب فلسطين ، يعني أن تعود الأمور سيرتها الأولى ، بأن تعاد صياغة الظروف من جديد ، بحيث يترتب عليها ظروف فيها كل فلسطيني ، وقد استرد حقوقه وهدأ باله واستراح الى حقه الذي عاد اليه . فاذا كان " بن عامي " وزير خارجية اسرائيل السابق ، ومعه حكومة اسرائيل قالا بسلام لأبناء فلسطين ، فانهما لكي يفعلا ذلك ، قد طالبا واشترطا من بين ما طالبا به الفلسطينيين والمسلمين عموما ، الموافقة على سيادة لدولة اسرائيل تحت عمارة المسجد الأقصى ، أي أنهما طالبا المسلمين بالتنازل عن جوهرة دينهم ، ويعني بأنهم مطالبون باعادة النظر في دينهم . وهو مطلب اسرائيلي لم يزل يتردد وتقول به الألسن ، ويقال كاشتراط من جملة اشتراطات ، منها أن تكون القدس خارج الأفق الفلسطيني ، أي أن تكون يهودية وعاصمة لدولة اليهود وفقط ، وبأن يقول العرب بوضوح ، باعترافهم بأن اسرئيل دولة يهودية ، وبأن يقبل العرب بأن اللاجئين لن يعودوا الى ديارهم ، وبأن يتاح لاسرائيل أن تتوسع في الضفة الغربية بمقدار حاجتها ، وبأن تغدو ما تأخذه من الأرض جزءا لا يتجزءا من دولة اليهود ، وبأن يكون الكيان الفلسطيني الذي سوف يحمل عنوان دولة منزوعة السلاح ، بمعنى أن يكون أمن أبناء فلسطين رهينة بيد الأمن الاسرائيلي . وهي جملة اسرائيلية قالت بها حكومة اسرائيل ، في ظروف كانت هي بعينها المتاح لهارب من السلام بسردية باشتراطات ، يدير الحوار حولها ، بينا هو لا يكف عن سعيه ، في التوسع في الأرض وفي تعزيز أمنه ، فبذلك يوفر ظروف النفي لامكانية قيام كيان فلسطيني مستقل ، وتصبح كلمة سلام ، بذات المعنى المطروح بين من يملك سيطرة على الأرض ، وبين من لا يملك ما يماثل سيطرة كهذه . وما الاقتراب من اقتران لقيامة سلام ، بسيطرة يهودية على تحت مصطبة الأقصى ، الا عين طعن في الدين الاسلامي ، بطلب من المسلمين أن يتولوا هم أنفسهم القيام بهذا الطعن ، ذلك بأن الموافقة تعنى رضى الذات بطعن في هويتها ، فهو غزو ايمان وخلخلته ، وهو يعني أن يطفو الايمان الراسخ في الصدور من جديد ، ليغدو في متناول العقل ، وذلك لكي يتعقله العقل من جديد ، في اطار مسألة مطروحة أمامه ، ويحاول أن يتعقلها ، ليعيد للايمان مضمونا وصورة جديدة تتفق مع مقولاته المستجدة ، ويعني ذلك ، اعادة تأسيس للايمان على ما لا يتفق معه ، في وقت كان فيه العقل يتعقل الأمور باملاءات الايمان . أي أن شرط سلام ، الذي لا أحد يفهمه بغير معنى الاستسلام ، هو أن نعيد هيكلة الاسلام وصياغته ، ليصبح اسلاما من نوع آخر ، لم نعرفه من قبل ، وذلك من أجل الوصول الى عهد واتفاق ، ترتاح له حكومة اسرائيل باقامة ما لا أحد يعرف له شكلا ، ولا أين كان ، ولا ما علاقة ما كان بالذي يراد له أن يقوم . ذلك الشرط يغدو بالموافقة عليه ، وله صفة الاعلان التاريخي ، الذي يقرر أمام الدنيا بأن المسلمين يقرون ولأول مرة ، في تاريخ العالم بأن المسجد الأقصى ، قد أقيم فوق مكان ما يدعونه باسم الهيكل ، وعلى ذلك الاعلان ، وما ينطوى عليه ، وما يستمد منه ، فان بناء المسجد الأقصى يغدو عدوانا على دين آخر ، وبذلك فالأقصى هو الاضافة التي يحق تاريخيا ، لغير المسلمين أن يزيلوها من مكانها ليكون الهيكل ويعلو بناؤه . فبذلك الاعلان تحصل حكومة اسرائيل ، على مشروعية لاقامة معبد تحت بناية الأقصى ، ومشروعية للشروع في التخطيط لازالة بناية الاقصى ، في وقت قادم ، ويسمح به ميزان القوى بين أطراف الصراع . ومن تلك المشروعية التي تسعى اليها حكومة اسرائيل ، من خلال مطالبتها بالتوصل الى اتفاق كهذا ، تريد أيضا أن تستمد شرعية دينية وتاريخية وأخلاقية ، وهو ما يعطي الحق الديني والتاريخي في السيادة في ادارة شؤون الحكم في هذه الجغرافية ، فحتى الآن لا تزال هذه الشرعية مستمدة من القوة التي لا شرعية لها . فتلك المطالبة بسيادة تحت بناية المسجد الأقصى ، ليست مقصودة لذاتها فقط ، وانما أيضا لاكتساب الشرعية بالموافقة من جانب المسلمين الذين لا يقرون شرعية كهذه . وأما ذلك المكان الذي يوجد تحت الأقصى ، ويريدون أن يقيموا فيه معبدا ، ثم يسمونه هيكلا ، فانه المكان الذي تتم الاشارة اليه بتأسيس التعريف للأقصى في حدود البناء القائم والموجود حاليا ، فكل ما عداه أو خارجه فلا ينتمي اليه ، فكذلك يتم حصر قدسية الأقصى في البناء بذاته ، وهو ما يبيح بالجدل عزله عما عداه من مادة حوله وتحته وفوقه ، فيباح عندها الطلب في البناء خارجه .. خارج قدسيته ، تحت البناء ، لكن هذا ال" تحت" الذي يريدونه ، لا وجود له في لغة القداسة والمعراج ، فالأقصى وما حوله ليس تحته ، سوى ما بعد مركز الكرة الأرضية ، في الناحية الأخرى من الأرض ، وليس هناك فوقه ، سوى ما بعد آخر ذرة ، في أعلى نقطة في طبقة الهواء التي فوق الأقصى وما حوله ، فتلك حدود ال"تحت" وال"فوق" ، وخارج هذه الحدود ، ليفعل الآخرون ما شاءت لهم رغباتهم من بناء ليتعبدوا على طريقتهم ، وذلك ان كان هناك من يجيز لهم ذلك ، وكان لديهم استطاعة وقدروا . ان المسجد الأقصى بيت الله ، أقيم باذن الله ، بارادة الله ، واختصه الله بالمعراج ، وهو اختصاص لم يختص به نبيا من قبل . فالرسالة من المرسل الى الرسول في الأرض . في المعراج الرسول يعرج به الى السماء .. الى المرسل . ولقد كان ذلك بارادة الله ، وما كان للانسان اختيار في ذلك ، وقد بارك الله المسجد الأقصى وما حوله . وقوله تعالى ذكره : (... باركنا حوله ...) ، بنص القرآن دالة على نطاق مساحات تحيط بالمسجد الأقصى ، والبركة رحمة بعباد يعبدون الله كما شاء هو لهم أن تكون العبادة ، لا كما صاغوها هم وارتاحوا لها ويريدونها ، فلا تكون تلك العبادة ، فلا بركة ، ولا رحمة على تطاول واجتراح سيئات . وأما من كان اختياره أن يعاند ويكابر ويعترض بارادته على مشيئة الله في خلقه ، فذلك الذي فسق ، وضل سعيه وغوى ، وذاك الذي لا موطىء قدم له ، حيث البركة . ولو اقتربنا من عدل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وفصلنا الشواهد على عدله تفصيلا ، وتوقفنا عند دخوله القدس وتتبعنا مواطىء أقدامه ، وما ذهب اليه من عدل ، نشره في المدينة وفي بقاع الأرض ، لتوصلنا الى أن هذا العدل انما يكفي دليلا على صلاته وركوعه وسجوده ، حيث المعراج ، انما هذا هو مكان المعراج ، وهذا هو المسجد الأقصى ، وهذا هو الذي يخص المسلمين ودين الاسلام ، وهذا هو المكان الذي كان منذ آدم ، وقف على رسالة التوحيد ، وها هو بارادة الله خاصة المسلمين ، فالعبادة فيه للمسلمين من دون سائر الأمم . فالسلام لنا وعلينا ليس سلاما متاحا بارادة غزاة ، لا يتفق لهم الا ما ينسجم مع أطماعهم ، حتى ولو كان ذلك أن يتأتى لهم اقتلاع الايمان بالاسلام من قلوب المسلمين ، باقتراب من جوهرة ايمان وهي المسجد الأقصى ، ليكون العدوان عليه بعينه بوابه تفكيك لايمان ، فصلة بدين ، فصلة بأرض ، فصلة بوجود عليها . .................................................. .................................................. ....................... 25/11/2009 الأربعاء |
#323
|
|||
|
|||
![]() أواه ..أواه ..أواه
بقلم : محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم.فلسطين ماذا أنت يا وطني بلا مطر من وفاء ماذا أنت بلا شروق ابتسامة الضياء ماذا أنت بلا شروق عز ونبل وهناء اشرقي يا شمس الحياة شروق الفداء وهات الحرية شروق عافية شيماء وخذيني الى شروق حرية وارتواء يا وطني يا حبا يتمزق أشلاء أشلاء كيف يا قلب تغطت أرضك بالدماء كيف نال الضعف من زنود البناء كيف استراح على أرضك الغرباء أواه من جهل لف الزمان بظلماء أعمى البصائر فغام العقل والذكاء بقينا على كل جهل ونياق في بيداء نتلهى بقال وقيل ولعب يلفنا بشقاء ننظر الى الطير ولا نركب الهواء ويئن الطفل دامعا ولا نجد الدواء فلا غير البكاء والمجهول والفناء مشتاق أنا الى روابيك بلا الغرباء وأمشي وأمشي واريح ولي رداء فكل بواديك مطاردة تشقها أرزاء حياتي في روابيك ليل دامس وجفاء كيف يحيا الحياة من غام له الصفاء لا الناي في الروابي يوحي بالبهاء ولا شدو العصفور يخلو من البكاء الأطيار تائهة مربوكة في الأجواء محفوفة دياري بسوار من الظلماء مقيدة ارادتها بعجز يأتيها بالأنواء كل ارادة الحرية مطاردة بهوجاء وشروق نهار الحياة مكلل بغبراء كيف أصبح الفساد والنفاق غناء كيف يا وطني يا تراب الشهداء كيف بغير الحرية لياليك تضاء قيودك يا وطني تقيد بالقيد الوفاء تشل كل عزم بجهل وقلة حياء تمزق في درب الحياة بكل غباء .............................. قل ايها الغريب ما شاء لك أن تقول قل بأني الوهم كلاما في كلام يقول قل بأني لم أكن ولن أكون غير أفول قل بأني الآفل من فعل يقيم ما أقول قل بأني جهالة جهل مبني لمجهول قل بأني سراب لا ماء فيه ولا عطور لا رائحة مسك ولا شوك فيه ولا نور وهم على وجه صحراء هائم يدور حروف من يبس على جفاف منشور ماء ولا ماء تيه صحراء وبؤس بور ساقي الوهم ما تشاء فانا هنا النمور ........................................... كيف سبيلي الى ذات كانت كالبدور أضاعني زماني وما لي الا أن أثور ضاعت بلادي وغاب منها السرور أنين الناي بكاء يبكي بكاء الشحرور والهواء يلطم حظه بحوله المبتور والأرض انتحبت فلا غناء بها يدور فكل دامع ولا يأس في وجوه النمور في مخالبها ترى عيشها ومثلها النسور طاعون جاب الأرض والزمان يجور ظلمات أشرعت قبحها بكل السفور فكل حرية مطاردة وكل فتح مغدور أواه من زمن بكل عصف بنا يمور ............................................ مليء أنا بحب يجمعني كلما لاح بين عيني ظلام يمدني بعزيمة وهمة أسند بها حقوقا تسام وتضام ضاع في بلادي العقل وما عرف العز كيف يقام أنهار من الدماء سالت على جنبات أمل يقهره لئام ودموع ملأت بحارا ودرب الحريه تائه يكلله قتام تيه على الدرب يشبع الوعي حيرة زادها سخام سعت في الأرض أشباه خلق جاب وعيها زكام لا قيمة لفهم يقيم عزا ولا بناء علم ووحدة تقام ملهاة ركض وراء سراب كأنما العز بالجهل يقام لولاك يا قلب ما عرفت كيف درب الحرية يرام ولا سعت بي قدم لخير ولا لبيت نداء تراب يضام ولا التزمت هويتي وسط نيران اكتوى بها الغمام |
#324
|
|||
|
|||
![]() بارك المولى فيكم وعساكم على القوة
|
#325
|
|||
|
|||
![]() |
#326
|
|||
|
|||
![]() مشكور وجزاك الله خير
|
#327
|
|||
|
|||
![]() كل سنة وانتم طيبين بمناسبة عيد الاضحى والكل متميز بانضمامه لهذا المنتدى
|
#328
|
|||
|
|||
![]() شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
|
#329
|
|||
|
|||
![]() كل عام وأنتم بخير
يا كل الورد اني في بلادي معذب ، فهذا يهذي وهذا يسرق الشمس من سمائي وهذا للهواء بالع وهذا في الماء زارع كل سم واغتمامي ، وهذا اضاع العقل وهذا بلا قدمين يمشي على بطنه راجيا ، أن يعاد للأرض بعض صفاء ، وهذا يقول كل عام وأنتم بخير فهل ثمة خير بعد طول رجاء ، وهل يعرف القمر سيره الى نور يعانق الروابي ، وهل يعاد للشاعر غناء بعد طول بكاء ، وهل أسمع الأطيار تغني قصيدة حب أفرشها في كتابي ، فكل ألاوراق بكل ظلام معبأ ، ويلام مثلي على وصف كل قبح يمزق رضائي ، أنا بشر وبي نزعة الى طرد الغزاة من بلادي ، فلا يمكنه الوفاء الا أن يكون ساريا ، فلا بغير الحرية يسعد أمثالي ، فلا يلومني ذو بصيرة على دموع تسيل مني في كل واد ، فكل عام وأنتم بخير تزيد حرقتي شوقا الى خير لا أراه أمامي محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم..فلسطين 27/11/2009عيد الأضحى |
#330
|
|||
|
|||
![]() [mklb2] بسم الله الرحمن الرحيم شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . يالكنج[/mklb2][you]
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|