[ش.أنور]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتحي مكي بسم الله الرحمن الرحيم بغض النظر عن وجود ما يسمى نظرية كل شيء من عدمها فلست هنا بغرض مناقشة هذا الموضوع ولكني هنا اريد ان اعقب فقط على هذه النقطة حيث تقول " لقد تفاعلت البنيات الفيزيائية الأساسية فكونت ذرات كافة العناصر الكيميائية , ومن ذرات العناصر تكونت كافة المركبات الكيميائية بكافة أشكالها العضوية وغير العضوية , ومن هذه المركبات الكيميائية تكونت البنيات الحية البسيطة جداً ثم وحيدات الخلية البسيطة وهي نباتية وحيوانية , ثم الكائنات الحية كثيرة الخلايا ثم الفقريات وغيرها ثم الثدييات ثم الرأسيات ثم البشر ". حيث يوجد فيه تلميح بأن الفيزياء تستطيع أن تفسر ظهور الحياه و تطورها "سأتجاوز الجزء الدارويني في الموضوع لأننا هنا بصدد الفيزياء فقط" . تعود كل التفاعلات الكيميائيه في أصولها إلى القوى الكهرومغناطيسيه وبالتالي فتشكل كل المركبات الكيميائيه بما فيها العضويه كالبروتين و الدي إن إيه يمكن فهمها عن طريق فهمنا لهذه القوه , بينما تساهم قوة الجاذبيه بتأثير واضح في تشكيل البنى الحيه الأكبر كالهياكل العضميه مثلا و يمكن القول أنهما القوتان الوحيدتان اللتان تؤثران في عالم الكائنات الحيه , بينما تظل القوه النوويه القويه حبيسة النواه لقصر مداها و الضعيفه لا تساهم البته في أي تشكيل هندسي بنيوي من أي نوع فهي تساهم فقط في تغيير انواع الجسيمات الأوليه. يعلم كل الفيزيائيين أن كل قوى الطبيعه ما عدا النوويه الضعيفه لا تستطيع التمييز بين اليمين و اليسار و ليس لها اتجاه مفضل بإستثناء اتجاه عمل القوه فالجاذبيه مثلا تميز بين الاعلى و الاسفل و لكنها عمياء تماما فيما يتعلق باليمين و اليسار , القوه الكهرومغناطيسيه ايضا لا تستطيع التمييز بين هذين الاتجاهين , وفي هذا معضلة كبيرة تؤرق علماء الفيزياء وخصوصا الطامحين في ايجاد نظرية كل شيء لأنه كان يجب أن تكون كل الكائنات الحيه متناظره تماما حول اليمين واليسار و هذا حال الاشكال الخارجيه ﻷغلب الكائنات الحيه فالإنسان مثلا متناظر تماما حول اليمين و اليسار اذا نظرنا إلى شكله الخارجي بينما اذا نظرنا داخله نجد هذا التناظر يختفي تماما فالقلب في اليسار و الكبد في اليمين و يستخدم أغلب الناس اليمين أفضل من اليسار وقلة أخرى تستخدم العكس , وحتى الدي إن إيه نجده دائما يلتف بشكل يميني و هناك أمثلة كثيرة في عالم الحياه كدوائر الحلزونات و كيزان الذره و و و .... تثبت أن عالم الحياه يميل إلى اتخاذ اتجاه مفضل سواء يميني أو يساري و هذا يخالف قوانين الفيزياء وهذا إن دل فإنما يدل على أن القوة التي تشكل البنى الحيه من أصغر مقاييسها إلى أكبرها ليست قوه فيزيائيه لإنها خارجة تماما عن قدرتنا على رصدها لا ننكر أن للقوتين الكهرومغناطيسيه و الجاذبيه دورا ملموسا و لكنه ليس كل شيء. هذا و أسباب أخرى كثيره تجعل الفيزياء علم لا يستطيع أن يصف كل شيء في الكون و بشكل أخص لا تفسر الفيزياء الكون أساسا إلا تقريبيا. وشكرا

جميل .. شرح مقنع !! وأحب أن أضيف أن القوتين الكهرومغناطيسيه و الجاذبيه ما هي إلا بعض من الإكتشافات البشرية لأمور خلقية فرغ الله الخالق عز وجل من ايداعها في خلقه، ومعرفة القوتين وغيرها لا يعني بالضرورة اكتشاف كل شي وما يدريكم لعل الذي لم يكتشف بعد أعظم ! فادعاء فهم كل شيء هو في الحقيقة كذب وجهل لكل شئ ! وصدق الله تعالى حين قال ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )
وقال تعالى (فلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (83) سورة غافر