ملتقى الفيزيائيين العرب > منتديات أقسام الفيزياء > منتدى الفيزياء النووية | ||
يحيى المشد |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() أغتيال العلماء العرب - سميرة موسى
محطة القطار التي لم نصل اليها أكثر إثارة من المحطة التي طويناها .. والمرأة التي لم تأت أجمل من المرأة التي أتت .. والشخصية التي لم نكتب عنها أشد غموضا من الشخصية التي كتبنا عنها .. فالجديد هو السحر الطازج الذي لم نتوصل اليه .. ولو كان المعلوم أهم من المجهول لبقيت الدنيا على حالها .. متنقلة بين ظلام الكهف وفروع الشجر .. ان السندباد ليس حالة جغرافية فقط .. وانما هو حالة نفسية وسياسية وعلمية وعاطفية واجتماعية ايضا. لسنوات طوال ظلت الدكتورة سميرة موسى شخصية محاطة بالغموض. ولدت في 3 مارس من عام 1917 ، في قرية سنبو الكبرى – مركز زفتى بمحافظة الغربية ، سميرة موسى عليان الابنة الرابعة لوالدها الذى عزم على ألا يفرق في التعليم بين بناته السبع وأبنائه الذكور الذين رزق بهم بعد ذلك. في السنة الثانية من عمرها جاءت ثورة عام 1919 لتنادي بحرية الوطن .. وفتحت سميرة عينيها على أناس قريتها الذين يجتمعون باستمرار في دار الحاج موسى يناقشون الأمور السياسية المستجدة ويرددون شعارات الاستقلال الغالية، هيأ هذا المناخ لسميرة أن تصاغ امرأة وطنية تعتز بمصريتها وعروبتها دائماً .. وعندما شبت فتاة يافعة .. وجدت تياراً آخر ينادي بحرية تعليم المرأة .. في جميع مراحل التعليم .. كان من قياداته صفية زغلول، وهدى شعراوي، ونبوية موسى، وغيرهن ، إلا أن هذا التيار أثر تأثيراً غير مباشر على تقدم سميرة في علمها ... وضحى والدها الحاج موسى بكثير من التقاليد السائدة ليقف إلى جانب ابنته حتى تكمل مسيرتها ... وسط تشجيع من حوله بالاهتمام بهذه النابغة وكان من حسن طالعها أنها ولدت في مناخ ثورة ليبرالية غيرت وجه الحياة في مصر .. هي ثورة 1919 .. وهي ثورة لم تأت بالبرلمان والدستور والأحزاب وحرية الصحافة فقط .. وانما جاءت بأفكار مساواة المرأة بالرجل .. وحقها في الاختيار والتعليم ايضا .. فقد جاءت الثورة بدستور 1923 الذي نص لأول مرة على ان التعليم الأولي الزاما للجنسين دون تفرقة .. وبعد عامين .. أي في عام 1925 عرفت قريتها أول مدرسة ابتدائية .. وهو ايضا العام الذي عرفت فيه مصر الجامعة بكل ما جاءت به من تغيرات .. كانت سميرة هي أول من دخلت المدرسة .. ولا جدال انه لولا هذا المناخ لبقيت سميرة موسى فلاحة مصرية متواضعة .. لا هم لها سوى تربية الدواجن .. وانجاب الاطفال .. وما كانت قد فتحت باب التعليم على مصراعيه لكل من جاء بعدها في أسرتها .. وهم يحفظون لها هذا الجميل .. ويفخرون بالانتماء اليها. وقد كانت ثورة 1919 اقرب اليها من حبل الوريد .. فهي من قرية سنبو الكبرى (اسم فرعوني يعني الساحة الكبيرة) والقرية تتبع مركز زفتى .. وزفتى دخلت التاريخ باعلان جمهوريتها المستقلة عن مصر في أيام الثورة .. وقد تحولت الى اسطورة بطلها يوسف الجندي .. ثم راحت الاسطورة تتسع حتى أصبحت من حق كل شخص في المركز. كان الأب موسى علي أبو سويلم مثل أي فلاح مصري .. يحلم بالولد عندما جاءته سميرة. .. لتكون رابع بناته .. لكنه تقبلها وقبلها .. وفيما بعد منحه الله الولد .. فقد كانت ذريته .. سبع بنات وولدان .. ولكن شخصية الأب هي الشخصية المفتاح في حياة سميرة ... فهو رجل (مسموع الكلمة) بين أهله .. عاشق للفن والشعر .. يهوى السياسة ولا يحترفها .. كان من المقربين من السياسي الشهير ــ الذي لايزال يثير الجدل حتى الآن ــ اسماعيل صدقي الذي كان نائبا عن الدائرة في البرلمان .. بل ان الاب كان يوصف بأنه (بسمارك) وهو نفس الوصف الذي كان يوصف به اسماعيل صدقي. وهناك رواية أصبحت اسطورة بنيت عليها حياة سميرة موسى .. هي انه بعد وفاة سعد زغلول جاء الأب بجريدة نشرت نعيه .. وراحت سميرة تقرأ النعي الذي كان يشمل الجريدة كلها .. وفي اليوم التالي طلب مدرسها سيد البكري ان تقرأ على تلاميذ الفصل النعي .. لكنها قالت له: لماذا اقرأ الجريدة .. استطيع أن أقول ما فيها دون الحاجة اليها .. فقد حفظتها .. وذهل المدرس .. وطلب من الأب أن يأخذ ابنته الى القاهرة ليرعى نبوغها قبل أن يدفن في طين الريف .. واستجاب الأب .. وأخذ ابنته ورحل الى العاصمة لتبدأ سميرة مشوارها الى القمة. ولا أشكك في هذه الواقعة .. الكثير لم يصدقوا ان الأب قرر أن يغير حياته خوفا على عبقرية ابنته .. لكن علينا التصديق بان المناخ الليبرالي السائد فتح شهية الناس على التغيير الى الأفضل ... ومن ثم كان رحيل الأب من قريته الصغيرة الى القاهرة .. وتغيير مهنته من صاحب أطيان الى صاحب لوكاندة هو استجابة لطموح شخصي .. حتى لو كان الحافز المباشر حافز نبيل هو رعاية عبقرية ابنته .. ولو كانت الاسطورة بكاملها حقيقية فيكون الأب هو الشخص الذي يستحق التكريم والتقدير .. انه مثل الأب في قصة جابرييل جارسيا ماركيز الذي ماتت ابنته الطاهرة قبل ان تصبح قديسة.. فراح يلف ويدور على كل الرهبان ورجال الدين بكل مستوياتهم ورتبهم الكهنوتية حتى اقنعهم بعد سنوات من الصبر والعذاب بمنح ابنته لقب قديسة.. وقبل ان يسلمه كبير الاساقفة اللقب قال له: في الحقيقة انت القديس. فلولا الاب ما كنت ابنته قديسة.. ولولا الاب ما كانت سميرة موسى عالمة ذرة تعرف اكثر مما يجب.. وتدفع حياتها ثمنا لذلك.. ان العبقرية او الموهبة في حاجة لحماية ورعاية.. فلا شىء ابن الصدفة أو ابن السهولة.. لاشيء يأتي بالحظ.. أو اليانصيب.. او يهبط علينا كمائدة من السماء.. فمن رحم الصبر والحلم والدأب والمعاناة والشغل تخرج الاشياء الخالدة.. ولابد من مناخ عام يدعم ذلك.. يعطي الموهوب فرصته.. لا.. ان يقتله لو مد بموهبته قامته.. فعندما يتحول المجتمع الى كتيبة اعدام للموهوبين فإنه في الحقيقة يكون كمن يطلق النار على نفسه.. وينتحر. انتقل الحاج موسى مع ابنته إلى القاهرة من أجل تعليمها .. واشترى ببعض أمواله فندقاً بالحسين حتى يستثمر أمواله في الحياة القاهرية . التحقت سميرة بمدرسة "قصر الشوق" الابتدائية ثم بمدرسة "بنات الأشراف" الثانوية الخاصة والتي قامت على تأسيسها وإدارتها "نبوية موسى"حصدت الطالبة سميرة الجوائز الأولى في جميع مراحل تعليمها، فقد كانت الأولى على شهادة التوجيهية عام 1935، ولم يكن فوز الفتيات بهذا المركز مألوفا في ذلك الوقت حيث لم يكن يسمح لهن بدخول امتحانات التوجيهية إلا من المنازل حتى تغير هذا القرار عام 1925 بإنشاء مدرسة الأميرة فايزة، أول مدرسة ثانوية للبنات في مصر.ولقد كان لتفوقها المستمر أثر كبير على مدرستها.. حيث كانت الحكومة تقدم معونة مالية للمدرسة التي يخرج منها الأول، دفع ذلك ناظرة المدرسة نبوية موسى إلى شراء معمل خاص حينما سمعت يومًا أن سميرة تنوي الانتقال إلى مدرسة حكومية يتوفر بها معمل.ويذكر عن نبوغها أنها قامت بإعادة صياغة كتاب الجبر الحكومي في السنة الأولى الثانوية، وطبعته على نفقة أبيها الخاصة، ووزعته بالمجان على زميلاتها عام 1933. لقد الفت سميرة موسى كتابا في الجبر وعمرها 16 سنة.. سمته (الجبر الحديث) اهدته الى استاذها الفاضل محمد افندي حلمي.. وطبع منه ابوها 300 نسخة على حسابه الخاص.. ولك ان تتصور ـ بعد كل الوعي والتفتح ـ تطلب منه ابنته التي لم تتجاوز مرحلة المراهقة ان يطبع لها كتابا في الرياضيات او الفيزياء او يطبع لها ديوان شعر او مجموعة قصص قصيرة.. ما الذي يمكن ان يقول لها افضل من المطالبة بأن تنتبه لدروسها.. وتترك هذا الكلام الفارغ الذي لا يأتي من ورائه إلا الصداع. والاب لم يكن وحده الذي تولى رعاية موهبة ابنته.. لقد دخلت سميرة مدرسة تديرها المربية الشهيرة نبوية موسى.. ولكنها سرعان ما فكرت في تركها لانها تريد معملا والمدرسة ليس فيها معملا.. فكان ان بنت لها نبوية موسى معملا.. ووظفت افضل مدرسي العلوم من اجلها ولست في حاجة الى المقارنة بعد كل هذا السنوات في بعض دور التعليم التي لا تفرق في معظم الاحوال بين العلم وتجارة السلع الفاسدة التي انتهت مدة صلاحيتها. الحلم الكبير .. يتحقق اختارت سميرة موسى كلية العلوم .. حلمها الذي كانت تصبو إليه ، رغم أن مجموعها كان يؤهلها لدخول كلية الهندسة .. حينما كانت أغلى أمنية لأي فتاة هي الالتحاق بكلية الآداب. لبست سميرة الرداء الأبيض ودخلت معامل الكلية شغوفة لتحصيل العلم وهناك .. لفتت نظر أستاذها الدكتور علي مشرفة، أول مصري يتولى عمادة كلية العلوم .كان د. علي مشرفة البطل الثاني في حياة سميرة موسى حيث تأثرت به تأثراً مباشرًا، ليس فقط من الناحية العلمية .. بل أيضاً بالجوانب الاجتماعية في شخصيته التى اثرت في صياغة عبقرية سميرة موسى هي الدكتور علي مصطفى مشرفة.. لقد ولد في دمياط في 11 يوليو 1898 وحصل على الدكتوراه في الفلسفة من جامعة توتنجهام.. ثم عاد الى انجلترا ليحصل على الدكتوراه في العلوم.. في شهور الصيف بعد ان رفض الانجليز ان يسافر في اجازة من عمله.. وعندما فتحت الجامعة ابوابها حصل على وظيفة استاذ في كلية العلوم وفي عام 1926 انتخب عميدا للكلية.. وبعد حوالي 10 سنوات اصبحت سميرة موسى تلميذته.. حصلت د.سميرة على بكالوريوس العلوم وكانت الأولى على دفعتها .. وعينت كأول معيدة بكلية العلوم وذلك بفضل جهود د.علي الذي دافع عن تعيينها بشدة وتجاهل احتجاجات الأساتذة الأجانب، وعلى رأسهم الإنجليزي "آيرز". ولكن رفضت الكلية ان تعينها معيدة.. فهي سابقة لم تحدث ان تكون فتاة عضوا في هئية التدريس في الجامعة.. وهنا برز دور (الاستاذ) .. الاستاذ الذي يمنح الموهبة والحماية والرعاية ولا يكتفي فقط بسرد مناهج صماء لا علاقة لما يقوله فيها بما يفعله في الحياة.. لقد جن جنون الدكتور مشرفة.. ووضعت استقالته على مكتب مدير الجامعة اذا لم تعين سميرة موسى في المكان الذي تستحقه. لايمكن المقارنة بين ما فعله الدكتور مشرفة مع تلميذته سميرة موسى.. وما فعله بعض اساتذة قسم علم النفس في آداب عين شمس الذين باعوا تلميذتهم الدكتورة آمال كمال وادعوا انهم لم يقرؤوا رسالة الدكتوراه التي منحوها عليها درجتها العلمية بمرتبة الشرف.. وكان ذلك خوفا وضعفا من هجوم احدى صحف الحوادث على جزء من الرسالة.. لا احد منهم وقف بشجاعة يدافع عن قراره.. وباعوا التلميذة في اول فرصة..ان التلميذ العظيم في حاجة الى استاذ عظيم. ] |
#2
|
|||
|
|||
![]() وسافرت سميرة موسى الى لندن وحصلت على شهادة الماجستير في موضوع التواصل الحراري للغازات ثم سافرت في بعثة إلى بريطانيا درست فيها الإشعاع النووي، وحصلت على الدكتوراة في الأشعة السينية وتأثيرها على المواد المختلفة. أنجزت الرسالة في سنتين وقضت السنة الثالثة في أبحاث متصلة وصلت من خلالها إلى معادلة هامة تمكن من تفتيت المعادن الرخيصة مثل النحاس.. الذرة من أجل السلام مع الأسف الشديد .. لم تدون الكتب العلمية العربية الأبحاث التي توصلت إليها د. سميرة موسى، لقد كانت تأمل أن يكون لمصر والوطن العربي مكان وسط هذا التقدم العلمي الكبير، حيث كانت تؤمن بأن زيادة ملكية السلاح النووي يسهم في تحقيق السلام، فإن أي دولة تتبنى فكرة السلام لا بد وأن تتحدث من موقف قوة فقد عاصرت الدكتورة سميرة ويلات الحرب وتجارب القنبلة الذرية التي دكت هيروشيما وناجازاكي في عام 1945 ولفت انتباهها الاهتمام المبكر من إسرائيل بامتلاك أسلحة الدمار الشامل.. وسعيها للانفراد بالتسلح النووي في المنطقة. حيث قامت بتأسيس هيئة الطاقة الذرية بعد ثلاثة أشهر فقط من إعلان الدولة الإسرائيلية عام 1948 وحرصت على إيفاد البعثات للتخصص في علوم الذرة فكانت دعواتها المتكررة إلى أهمية التسلح النووي، ومجاراة هذا المد العلمي المتنامي.
ان الرعاية التي عرفتها جعلتها ترد الجميل لوطنها.. ولان الدكتوراه كانت في (خصائص امتصاص المواد لاشعة اكس) فقد اطلق المصريون على سميرة موسى لقب (مس كوري المصرية) .. وكتب احد اساتذتها في جامعة بدفورد في تقريره العلمي الذي ارسله الى الجامعة في القاهرة.. (ان تجارب سميرة موسى قد تغير وجه الانسانية لو وجدت المعونة الكافية) ولكن سميرة موسي لم تنتظر المعونة الكافية بل راحت تقدم خبرتها وعلمها لمساعدة مرضى السرطان في مستشفى قصر العيني. وكثيرا ما كان اهل المرضى يظنون انها ممرضة.. ولم يكن ذلك يضايقها.. فهي تريد ان تنفذ شعارها الذي آمنت به وهو ان يكون العلاج بالراديوم (كالعلاج بالاسبرين) . ولم تتوقف سميرة موسى عند حجة نقص الامكانيات وطلبت الاب بأن يبني لها معملا.. وبالفعل اشترى الاب فدانا من الارض على طريق الهرم لبناء المعمل.. لكن القدر وانصار الظلام لم يمهلوها الوقت الكافي لدخوله.. فقد سافرت في منحة الى الولايات المتحدة.. وهناك طلبوا منها والحوا ان تبقى.. وان تحصل على الجنسية.. وان تنفرد بمعمل حديث يكون لها.. لكنها رفضت ان تبيع وطنها بكل مغريات الآخرين.. واصرت على العودة.. عملت د. سميرة على إنشاء هيئة الطاقة الذرية .. وتنظيم مؤتمر الذرة من أجل السلام الذي استضافته كلية العلوم وشارك فيه عدد كبير من علماء العالم. لقد كانت تأمل أن تسخر الذرة لخير الإنسان وتقتحم مجال العلاج الطبي حيث كانت تقول: "أمنيتي أن يكون علاج السرطان بالذرة مثل الأسبرين"، ونزلت متطوعة للخدمة في مستشفيات القصر العيني؛ للمساعدة في علاج المرضى بالمجان. د. سميرة موسى كانت عضواً في كثير من اللجان العلمية المتخصصة على رأسها "لجنة الطاقة والوقاية من القنبلة الذرية" التي شكلتها وزارة الصحة المصرية. د. سميرة موسى .. والجانب الأخر كانت د. سميرة مولعة بالقراءة، وحرصت على تكوين مكتبة كبيرة متنوعة تم التبرع بها إلى المركز القومي للبحوث .. حيث الأدب والتاريخ وخاصة كتب السير الذاتية للشخصيات القيادية المتميزة.أجادت استخدام النوتة والموسيقى وفن العزف على العود، كما نمت موهبتها الأخرى في فن التصوير بتخصيص جزء من بيتها للتحميض والطبع .. وكانت تحب التريكو والحياكة وتقوم بتصميم وحياكة ملابسها بنفسها. شاركت د. سميرة في جميع الأنشطة الحيوية حينما كانت طالبة بكلية العلوم. انضمت إلى ثورة الطلاب في نوفمبر عام 1932 والتي قامت احتجاجا على تصريحات اللورد البريطاني "صمويل" وشاركت في مشروع القرش لإقامة مصنع محلي للطرابيش... وكان د. علي مشرفة من المشرفين على هذا المشروع، وشاركت في جمعية الطلبة للثقافة العامة والتي هدفت إلى محو الأمية في الريف المصري، وجماعة النهضة الاجتماعية .. والتي هدفت إلى تجميع التبرعات؛ مساعدة الأسر الفقيرة، كما انضمت أيضًا إلى جماعة إنقاذ الطفولة المشردة، وإنقاذ الأسر الفقيرة.تأثرت د. سميرة بإسهامات المسلمين الأوائل .. متأثرة بأستاذها أيضا د.علي مشرفة ولها مقالة عن محمد الخوارزمي ودوره في إنشاء علوم الجبر. ولها عدة مقالات أخرى من بينها مقالة مبسطة عن الطاقة الذرية أثرها وطرق الوقاية منها شرحت فيها ماهية الذرة من حيث تاريخها وبنائها، وتحدثت عن الانشطار النووي وآثاره المدمرة .. وخواص الأشعة وتأثيرها البيولوجي. وقد أوضحت جانباً من فكرها العلمي في مقالة: "ما ينبغي علينا نحو العلم" حيث حثت الدكتورة سميرة الحكومات على أن تفرد للعلم المكان الأول في المجتمع، وأن تهتم بترقية الصناعات وزيادة الإنتاج والحرص على تيسير المواصلات .. كما كانت دعوتها إلى التعاون العلمي العالي على أوسع نطاق. سافرت د.سميرة موسى إلى بريطانيا ثم إلى أمريكا .. ولم تنبهر ببريقها أو تنخدع بمغرياتها .. ففي خطاب إلى والدها قالت: "ليست هناك في أمريكا عادات وتقاليد كتلك التي نعرفها في مصر، يبدءون كل شيء ارتجاليا.. فالأمريكان خليط من مختلف الشعوب، كثيرون منهم جاءوا إلى هنا لا يحملون شيئاً على الإطلاق فكانت تصرفاتهم في الغالب كتصرف زائر غريب يسافر إلى بلد يعتقد أنه ليس هناك من سوف ينتقده؛ لأنه غريب. استجابت الدكتورة إلى دعوة للسفر إلى أمريكا في عام 1951، أتيحت لها فرصة إجراء بحوث في معامل جامعة سان لويس بولاية ميسوري الأمريكية، تلقت عروضاً لكي تبقى في أمريكا لكنها رفضت بقولها:"ينتظرني وطنٌ غالٍ يسمى مصر"، وقبل عودتها بأيام استجابت لدعوة لزيارة معامل نووية في ضواحي كاليفورنيا في 15 أغسطس، لكن قرارا سريا كان قد صدر بأن لا تعود.. واذا عادت فلتعد جثة هامدة في تابوت. كان ذلك في اغسطس 1952 في ذلك الوقت كان العالم لا يزال مفزوعا.. محروقا باشعاع القنبلة الذرية التي القيت على هيروشيما ونجازاكي.. وفي ذلك الوقت ايضا كان الاسرائيليون يخشون السلطة الثورية الجديدة التي استولت على الحكم في مصر قبل حوالي 3 اسابيع فقط من قتل سميرة موسى.. ان كل هذه التغيرات ساهمت في سرعة التخلص من سميرة موسى.. ومن كل عالم يمكن ان يؤمن بلاده بقنبلة نووية.. ويمكن ان نعتبر سميرة موسى اول الضحايا في مسلسل دموي شرس.. راح ضحيته 146 عالم ذرة في دول العالم الثالث في الفترة من عام 1959 الى عام 1985.. على رأسهم الهند وباكستان وجنوب افريقيا ومصر، حسب احصائيات لوكالة الطاقة الذرية في فيينا.. وحسب نفس المصدر فإن 98% من الضحايا قتلوا خارج بلادهم ولم يعرف الجناة... و92% تلقوا عروضا للعمل في دول اكثر تقدما في البحث العلمي من بلادهم.. ولكنهم رفضوا.. ونصفهم على الاقل مات بالرصاص.. اما النصف الآخر فقد قتل بوسائل متنوعة.. سم.. حادث سيارة.. تفجير بيته عن بعد.. وفي معظم الحالات لم تطلب دول الضحايا تحقيقا او تعويضا.. بل كانت تفضل عدم الكشف عن الجناة ولا فتح القضايا لاسباب بدت فيها السياسة الخارجية اكثر تأثيرا عليها من السياسة الداخلية. ففي طريق كاليفورنيا الوعر المرتفع ظهرت سيارة نقل فجأة؛ لتصطدم بسيارتها بقوة وتلقي بها في وادٍ عميق، قفز سائق السيارة واختفى إلى الأبد . دفعت سيارتها بقوة من الخلف فسقطت في الهاوية .. وكان واضحا ان السائق المدرب كان يعرف بما سيحدث .. فقد قفز من السيارة في الوقت المناسب ... وظهر انه كان يحمل اسما مستعارا. ً وأن إدارة المفاعل لم تبعث بأحد لاصطحابها. أين سيارة النقل التي ظهرت في طريقها؟ .. ومن كان فيها؟أين ما توصلت إليه الشرطة الأمريكية؟ ولماذا قيدت القضية ضد مجهول؟ .. أين .. أين؟هل ماتت. سميرة ميتة عادية أم أنه حادث اغتيال؟ ام ان مطاردة علماء الذرة المصريين والعرب خطة اسرائيلية .. أمريكية قديمة .. خطة فيها الاختيار واضحا .. قاطعا .. الهجرة من بلادهم أو الموت .. وقد اختارت سميرة موسى الوطن .. فكان ان عادت اليه جثة محنطة في تابوت .. وان وضعت فيه بكامل أناقتها .. عاد جثمانها الى مصر. لكن بقي علمها وعقلها هناك .. في هوة سحيقة لا تعرف الرحمة. نشر الخبر في آخر صفحة من جريدة المصري في 19 أغسطس عام 1952.. أعلن هذا الخبر وفاة الدكتورة سميرة موسى .. عالمة الذرة من قرية سنبو الكبرى .. ميس كوري الشرق .. أول معيدة في كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حالياً): قال المتحدث باسم السفارة المصرية في واشنطن ذلك اليوم: "إن الآنسة سميرة موسى علي الطالبة المصرية التي تتلقى العلم في الولايات المتحدة قُتلت في حادث سيارة بعد أن أتمت دراستها في جامعة "أوكردج" بولاية تنيسي الأمريكية". هكذا .. غربت شمس هذه العالمة الجليلة في 15 أغسطس عام 1952 ….سلمت إلى والدها نوتة سوداء صغيرة كانت تسجل فيها خواطرها وكانت آخر ما خطته فيها ثم غربت الشمس. خاتمـــــــة مهمــــــة: لم يفتح حتى الان اي تحقيق رسمي في حوادث التخلص من سميرة موسى.. ومصطفى مشرفة.. ويحيى المشد.. ونبيل القليني.. وسعيد سيد بدير. مصادر http://www.gar3b.com/modules.php?nam...article&sid=43 http://www.diwanalarab.com/article.php3?id_article=339 http://www.aljazeera.net/programs/to...02/1/1-7-1.htm http://www.egyptradio.tv/docs/person...sp?Char_ID=817 http://writers.alriyadh.com.sa/kpage...t=15560&ka=178 http://www.gar3b.com/modules.php?nam...article&sid=43 http://afkaaar.com/html/modules.php?...rticle&sid=250 http://www.arabna.com/vb/showthread.php?threadid=79528 [url]http://www.albayan.co.ae/albayan/1999/06/19/ray/4.htm[/url |
#3
|
|||
|
|||
![]() ذراع داوود الطويلة
(ذراع داوود الطويلة) هو العنوان الفرعي لكتاب الألماني مايكل أوبرسكالسكي (الموساد)، والذي ترجمه بوعلي ياسين، وصدر بعد وفاته، مضفوراً بملحق عنوانه (التقرير السري للسي آي إي حول الموساد الإسرائيلية)، زود المؤلف به الناشر العربي (دار الطليعة الجديدة بدمشق ــ 2002)، وترجمه عن الإنكليزية عبادة بوظو. وأوبرسكالسكي كما يعرف به بوعلي ياسين صحفي يعيش في كولونيا، وعضو هيئة تحرير النشرة الاستخبارية الألمانية: غيهايم ـ أي سري ـ وهو يصدر بالإنكليزية نشرة: توب سيكريت ــ أي سري جداً ــ وله من المؤلفات: الـ(سي اي إيه) في إيران ـ الـ(سي اي إيه) في أوروبا الغربية ـ نادي الـ(سي اي إيه) للقتلة. أما كتابه (الموساد: ذراع داوود الطويلة) فيبحث في تاريخ الموساد وفي نشاطها ضد الفلسطينيين وفي البلاد العربية بعامة، وفي نجاحاتها التي أسطرتها، وفي تورطها العالمي. وما يهمني الآن أن أعرض من ذلك ما يتصل بالعراق، وأوله عملية مانياك Maniac إبان حرب الخليج الثانية، حيث، وكما يكتب أوبرسكالسكي: (تسنت لإسرائيل فرصة تاريخية لأن تقضي علي العراق كقوة إقليمية وكخصم خطير). آنئذٍ أعاقت الحكومة العراقية مغادرة مئات من الأجانب، فنظمت الموساد قتل عملائها لواحد أو أكثر من المحتجزين، من أجل استثارة ضربة عسكرية فورية للعراق، لكن قبول صدام حسين بالتفاوض الذي أفضي إلي إطلاق سراح المحتجزين، أبطل عملية مايناك. ولأن استراتيجية إسرائيل، كما يكتب أوبرسكالسكي، هي أن تحول دون تطور العراق إلي قوة إقليمية عالية التسلح، فقد قصفت عام 1981 مصنع الطاقة الذرية العراقي عام 1981، وهيأ للضربة رجل الأعمال اليهودي الأميركي الذي كان قد تم تجنيده في الموساد عام 1947، وهذا العميل هو نفسه من زود الموساد منذ البداية بمخططات المفاعل الذري العراقي. ومن بعد، في نهاية الثمانينيات، ضربت الموساد محاولة العراق تطوير أنظمة أسلحة خاصة بعيدة المدي، وهي المحاولة التي ساعدت عليها منشأة سبيس ريزرتش كوربوريشن لمهندس الأسلحة البريطاني غيرالد بولّ (Bull). الذي كان قد طور سلاح مدفعية بعيدة المدي للنظام العنصري في جنوب افريقيا. اغتالت الموساد المهندس البريطاني بولّ في آذار (مارس) 1990 في بروكسل، كما اغتالت قبله المصريين يحي المشد في باريس في 14/ 6 /1980، وسيد سيد بدر في القاهرة في 13/ 7 /1989، وذلك لصلة العالمين بالبرنامج الذري العراقي. وكانت قد سبقت ذلك منذ عام 1979 عملية الموساد (بيغ ليفت) والتي فجرت أجزاء مفاعل فرنسي في مستودع الشركة المنتجة، قبل شحنه إلي العراق. لعل أهمية كتاب أوبرسكالسكي تتضاعف في لجّة العدوان القائم علي العراق، بعيداً عن أوهام القائلين بنظرية المؤامرة، وعن أوهام المأخوذين بالأسطورة الإسرائيلية والأمريكية، سواء كانوا ممن يهللون لحرب (تحرير العراق) أو ممن يؤلهون صدام حسين، أو من سواهم. فذراع داوود الوالغة اليوم في العدوان تكتب الفصول التالية التي لم يكتبها أوبرسكالسكي، وآية ذلك تسلل ذراع داوود إلي ناحية الكفل منذ خمس سنوات، وسرقتها لأقدم نسخة مكتوبة ــ فيما يقال ــ من التوراة، ولأعمال فضية ونحاسية وخشبية تحمل كتابة عبرية. أما الآن، وقد سيطر المارينز علي ناحية الكفل، فتدمير أولاء، كسرقة الموساد، يتهددان مقام النبي (ذي الكفل) ومدافن اليهود العراقيين فيها وآثارها، وهو الخطر عينه الذي يتهدد شواهد الحضارة والتاريخ في العراق، كما جلجلت به المذيعة التيليفزيونية الإسرائيلية ميكي حايموفيتش، عندما قدمت مصمم المدن الإسرائيلي الذي يفاخر بتبرعه للطيارين الأمريكيين بخرائط مفصلة عن الأماكن الأثرية العراقية، فقد قالت ميكي: (ينبغي أن يبادر طيارو التحالف إلي قصف هذه الأماكن الأثرية من البر والبحر والجو، لأنها أخطر من أسلحة الدمار الشامل)، وقالت ميكي: (لا يمكن التخلص من هذا الإرهاب الشرقي إلا بتدمير كامل التاريخ)، وقالت ميكي: (حرروهم من تراثهم واتركوهم بلا ثياب داخلية في مطلع هذا القرن). لحظة بدء العدوان، هتفت ميكي التي كانت تملأ الشاشة: (يا الله كم نحن سعداء). ومنذئذٍ والهمس لا يزال همساً حول ذراع داوود الطويلة في العدوان، لكنه بيّن أن الصاروخ الإسرائيلي الذي سقط علي بغداد هو هدف طائر تلقيه الطائرة المغيرة لتضليل الدفاعات الأرضية، ويعرف باسم (تالد). وبيّن الهمس أن الصاروخ المعروف أمريكياً باسم هافناب هو سلاح ذكي تنتجه شركة رافائيل الإسرائيلية، وأن الطائرة من دون طيار من طراز هانتر ومن طراز باييونير هما من إنتاج شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، وأن المراسلين الصحافيين الإسرائيلين يرافقون الغزاة من قواعد انطلاقهم إلي أرجاء العراق، وأن. قد يقول قائل: هذا تحصيل حاصل، وقد يقول قائل: ما النفع وقد وقع ما وقع؟ لكنّ لمن يهمه الأمر بعد صدام وبعد الأمريكان قولاً آخر، من المثقفين الذين رفضوا في السعودية تلبية دعوة السفير الأميركي إثر رسالتهم الشهيرة إلي بوش، والذين يلحون علي الدعم الأمريكي لإسرائيل، إلي... إلي باتريك سيل الذي يري حرب (تحرير العراق) تتويجاً للشراكة الأميركية الإسرائيلية. وذات يوم ـ لعله غير بعيد ـ سيتبيّن ضلوع ذراع داوود في غرب العراق ليس فقط في الوحدة الخاصة التابعة لهيئة الأركان الإسرائيلية. كما سيتبين ضلوع ذراع داوود في العدوان عبر مداهمة الأشاوس الأمريكيين للبيوت العراقية، وإذلالهم للناس ـ لا نتحدث عن القتل ــ عملاً بما تلقنوا من الدروس الوحشية الإسرائيلية في فلسطين. وذات يوم ــ لعله قريب ــ سيتبيّن ضلوع ذراع داوود في العدوان، ليس فقط في القمر الصناعي الإسرائيلي (أوبيك 5) المحوم فوق العراق، ولا في غرفة العمليات المشتركة في تل أبيب، ولا في التحريض علي العدوان علي سوريا، ولا في أن فكرة العدوان علي العراق هي أساساً فكرة إسرائيلية... ولكن، قد يكون الأوان قد فات، حين يأتي ذلك اليوم، ويتبين الرشد من الغيّ، في ما يخصّ ذراع داوود الطويلة، وفي ما يخص سواها. AZZAMAN NEWSPAPER --- Issue 1476--- Date 9/4/2003 |
#4
|
|||
|
|||
![]() معتقل نفحة الشهداء الصحراوي
اخترقوا حواجز الإسطول السادس و أكبر حامية صهيونية عملية عبدالناصر ..ردا علي كامب ديفيد -------------------------------------------------------------------------------- هل كانوا ينتقمون مسبقا لاغتيال يحي المشد..بالطبع هم تحركوا انتقاما لمن سبقهم في الشهادة و من تلاهم. في كل الأحوال تظل عملية"القائد جمال عبدالناصر" نوعية في أسلوبها وفي توقيتها..يشدد سمير في إحدي رسائله لأمه علي أنها جاءت ردا علي نهج كامب ديفيد. مع مغيب شمس22أبريل 1979 تحرك مع ثلاثة من رفاقه : عبد المجيد أصلان ومهنا المؤيد وأحمد الأبرص. وكان سمير-17 عاما- قائدا للعملية برتبة ملازم في جبهة التحرير الفلسطينية، نقطة الانطلاق: شاطئ صور بزورق مطاطي (زودياك) معدل زيادة سرعتهً، الهدف: مستوطنة نهاريا واختطاف رهائن لمبادلتهم بمقاومين أسري. في عملية "القائد جمال عبدالناصر" التي بدأت في الثانية فجراً واستمرت حتي شروق الشمس اخترقت المجموعة حواجز الأسطول السادس الأمريكي، ونجحت في إخفاء زورقها عن دوريات بحرية العدو و رادره و حرس شواطئه، ،حتي وصلت الي شاطئ نهارا حيث أكبر حامية صهيونية.. والكلية الحربية ومقر الشرطة وخفر مدفعية السواحل وشبكة الإنذار البحري ومقر الزوارق العسكرية ( شيربورغ). اقتحمت المجموعة بناية عالية بشارع جابوتنسكي بعدها إنقسمت الي فريقين ، إشتبكوا بداية مع دورية للشرطة أثناء محاولتهم دخول منزل (أمنون سيلاع) علي الشاطئ ، ثم مع دورية ثانية فقتل الرقيب ( إلياهو شاهار) من مستوطنة معلوت. و نجحوا في أسر عالم الذرة (داني هاران) واقتادوه الي الشاطئ ..حيث دارت المعركة الرئيسية، حاولوا الاقتراب من الزورق فاستشهد أحدهم وأصيب آخر بجراح بالغة ، و أصيب سمير بخمس رصاصات ، و مع استدعاء العدو وحدات كبيرة من الجيش دارت اشتباكات عنيفة إثر احتماء سمير بالصخور، ونجاحه في إصابة قائد قطاع الساحل والجبهة الداخلية الشمالية الجنرال (يوسف تساحور) بثلاث رصاصات في صدره ونجي بإعجوبة. الطريف أنهم أخفوا إصابة الجنرال وحينما ادلي بشهادته للمحكمة ضد سمير تم إخلاء القاعة من الناس والمحامين ، ثم عاد الجنرال ليعترف بعد عشر سنوات بأنه: "لن ينسي طيلة حياته وجه المخرب الذي اصابه بثلاث رصاصات في صدره ". الحصيلة النهائية للعملية ستة قتلي منهم عالم الذرة داني هاران واثني عشر جريحا. و استشهد عبد المجيد اصلان ومهنا المؤيد واعتقل سمير القنطار وأحمد الابرص ، الذي أطلق سراحه عام 1985 في تبادل للأسري.. |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|