[محمود الجنابي]

كان لي احد زملاء الدراسة في المرحلة الثانوية هو لم يكمل الدراسة ...بعدها لم اشاهده في المدينه الا نادرا وبعد سنيين افتتح دكانا صغيرا لبيع الاحذية وبما انه زميل دراسة فقد كنت افضل الشراء منه..لكن لاحظت شيئا غريبا وهو انه كان يتجنبني بشكل غريب فاذا كنت مارا يمين الشارع اراه يسير يسارا والعكس بالعكس وعندما كنت اذهب للشراء منه يصر على عدم اخذ النقود مني بشكل يجعلني الح كثيرا لكي يقبل مني النقود حتى قررت ان لا اذهب الى دكانه تجنبا للاحراج ...قلت في نفسي ماقصة هذا الرجل ولماذا يتصرف معي بهذه الطريقة الغريبة فحاولت ان استرجع ذكرياتي لاجد تفسيرا ولم افلح فلم تكن علاقتي معه قوية وحافلة بالاحداث..ولكن وفي يوم من الايام كان واقفا امام دكانه ولم الاحظ في هذه المرة انه يتجنبني فامسك بيدي وادخلني الى دكانه وهو تصرف غير عادي منه وقال لي عندي معك موضوع مهم جدا ؟؟؟ فقلت له وما هذا الموضوع؟؟ قال لي ماذا تفعل للانسان الذي يعتدي على حقك؟؟ فاخذ قلبي يدق بسرعة وقلت في نفسي الله هو الستار ماذا حدث قلت ربما احد اخوتي قد اعتدى عليه فاحد اخوتي كثير المشاكل ..فقلت له لايوجد شيىء اجمل من المسامحة والتجاوز عن المسيىء حيث ان له اجرا كبيرا واستمريت كثيرا اشرح له فضائل الرجل المسامح وهذا كله طبعا لكي استبق الامور ...ولكن اكشفت انه قد فرح لكلامي وقال لي انك سهلت علي كثيرا ؟؟؟ فقلت يا اخي ما هي القصة فقال لي هل تتذكر دراجتك الهوائية التي سرقت من المدرسة قبل عشرة سنين.. فقلت نعم اتذكرها جيدا فقال انا السارق..؟ واني منذ سنين شعرت بالذنب على فعلتي هذه وكنت احاول ان اعترف لك بالحقيقة ولكن في كل مرة اشعر بخجل شديد فاتراجع حتى اقسمت هذا اليوم على اخبارك لانتهي من هذا الموضوع الذي لا يفارقني واني مستعد لكل ماتطلبه من تعويض مادي ومعنوي المهم ان تسامحني...فقلت له بما انك اعترفت فهذا يكفي ....ولكن الذي حدث بعد هذا هو اني اصبحت انا من يتجنبه (خجلا).........