ملتقى الفيزيائيين العرب > قسم المنتديات العامة > منتدى الفيزياء المسلية. | ||
قوانين في الطبيعة والحياة |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد يطيب لي أن أضيف مشاركة خفيفة فيها طرح لبعض القوانين لطبيعية وانعاكسها على الحياة بطريقة مختلفة نوعاً ما عما اعتدنا عليه في الكتب والتدريس. وأدعو الأخوة والأخوات الأعزاء للمساهمة بماعندهم من طروحات في هذا الباب لجعل الفيزياء علم منطقي وعملي وحياتي وتطبيقي، ونخلع عنه صفة الجمود والتجرد والجفاف التي يشعر بها بعض الطلبة لاعتقادهم أنه لايوجد في الفيزياء مايربطهم بحياتهم اليومية بشكل مباشر. فتعالو بنا لهذه الأفكار المرحة نوعاً ما وأهلا وسهلاً بالجميع. قانون طبيعي رقم 1: قانون الكسل ينص قانون الكسل على أن أي إنسان (بل أي مخلوق حي أو غير حي) يميل إلى الكسل مالم يوجد دافع يحثه على الحركة والعمل والنشاط. ومثال ذلك (كما أقول لطلبتي) أنه لو لم يكن هناك درجات وامتحانات وشهادات لما استيقظ الطالب من الصباح الباكر وأزعج نفسه وأتى للدراسة مضحياً براحته ومتعباً نفسه بالمتابعة والحفظ والمذاكرة والانتباه لدرس الأستاذ المزعج. ولو لم يشعر الإنسان بالجوع لما قام من مكانه، وهو يشاهد التلفاز أو يقرأ قصة أو يسمع شيئاً، وذهب للمطبخ وأحضر الطعام . ولو لم يخف الرجل على عائلته من الجوع والفقر والعري لما ركض ليل نهار يعمل ويكد ويتعب ليؤمن لهم مايحتاجون إليه. فالحاجة والضرورة والدافع هي التي تسبب الحركة. ونربط بين قانون الكسل والفيزياء من ملاحظات معروفة. فنعرف أن أي جسم يميل لأن يبقى على حالته من سكون أو حركة بسرعة ثابتة مالم يخضع لمحصلة قوى لاتساوي الصفر (قانون الحركة الأول، أو قانون نيوتن الأول، كما يسمى أحياناً)، أي أنه يحتاج لمسبب خارجي ليغير من حالته الحركية، وإلا لبقي كما هو كسولاً بنفس الحالة دوماً. كما أن أي منظومة (كالإلكترونات في الذرة، أو النيوكلونات من بروتونات ونيوترونات في النواة) تميل لأن تكون في أقل حالة طاقة ممكنة (السوية الأرضية، أي كسل شديد) مالم نحثها على تغيير ذلك خارجياً بإعطائها طاقة بشكل أو بآخر. ولو تركناها لوحدها لما استطاعت الحصول على هذه الطاقة ولما غيرت حالتها، وغير ذلك من الأمثلة المعروفة. ولكن الأهم والأحلى في حياتنا هو قول الله عزوجل " إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم"( الرعد 11). ولهذه الآية العظيمة دلالات رائعة. فالإنسان لوحده عاجز وقاصر أن يغير نفسه بدون دافع. وهذا الدافع يجب أن يكون ناتج عن عقيدة صالحة سليمة. ولهذا نجد أن القوم الذين لايوجد عندهم عقيدة صالحة وسليمة (كما في الغرب) لايعرفوا أن يغيروا ما بأنفسهم فيركضوا للأطباء النفسيين ليس لمرض فيهم (كما هو واجب على كل مريض نفسي سواء كان من المسلمين أم من غير المسلمين)، بل لمعرفة مايجب أن يفعلوه عندما تصادفهم مشكلة عادية بسيطة (وهذا مانشاهده على برامج التلفاز الغربي من دكتور فيل وأوبرا وغيرهم)، بينما يجد المسلم المؤمن الذي تمر عليه صعوبات ومشاكل مايريد من حلول وإرشادات في كتاب الله وسنة الرسول المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام. وإن كان هناك مالايفقهه في الشرع فإنه يسأل أهل العلم، لا لإعطائه إرشادات من عندهم ، كما يفعل دكتور فيل وأوبرا وغيرهم، بل ليفسروا ماعجز عن فهمه لوحده. قانون طبيعي رقم 2 : قانون الفوضى قبل أن أصيغ قانون الفوضى أعطي مثالً حياتياً مضحكاً. فلو أن هناك طالب لنفترض أن اسمه طارق قد أنهى المرحلة المدرسية وسجل في جامعة معينة. وجاء أول يوم دراسي وهو لايصدق نفسه لما يرى من مبان كبيرة ومختبرات ودكاترة وقاعات وغيرها. وتراه يسير لوحده وهو في قمة الأدب والهدوء والنظام والحذر أن يرتكب خطأ أو تزل قدمه وهو يسير في أرجاء الجامعة وحوله المئات، إن لم يكن الألاف، من الطلبة. فتره هادئاً منضبطاً خجولاً. فهو قمة في النظام. وفجأة يرى زميلاً له من المدرسة فيفرح وينادي عليه: "عبد الله" بأي قسم ستدرس؟ وماذا سجلت من المواد وغير ذلك. فطارق الآن صار يشعر بحرية في الكلام ويصير صوته مسموعاً أكثر ويتحرك بحرية أكبر. بعد ذلك يلتقي طارق وعبد الله بزميل آخر هو محمود. فتزداد الفرحة ويرتفع الصوت بل ويصل الأمر بهم لأن يغنوا وهم يسيرون في جنبات الجامعة ويملأوا الدنيا ضجيجاً وصخباً ولايتوقفون عن ذلك إلا إذا جاء مسؤول ونبههم إلى الالتزام بالهدوء والنظام . فطارق هذا الذي كان لوحده قمة في النظام والانضباط ، صار مع زملائه قمة في الفوضى والضجيج عندما لم يوجد ضابط خارجي يحكم تصرفاتهم. تماماً مثل طلاب بقاعة دراسة تأخر عنهم المدرس فتسمع أصواتهم لآخر الجامعة، أما عندما يكون الدكتور موجوداً فهم غاية في الهدوء. قانون الفوضى هذا معروف تماماً في علم التحريك الحراري (الثيرموديناميك) باسم قانون الأنتروبية (entropy) والتي تعكس حالة الفوضى في نظام ما. والذي ينص على أن أي نظام لايوجد له ضابط خارجي يميل لأن تزيد فوضويته دوماً. ومثال ذلك أن نضع في إناء كبير ماءً عادياً. ونقسم هذا الإناء لجزأين متساويين بواسطة غشاء بلاستيك. فهناك ماء في الجزء الأيمن وماء بالجزء الأيسر. ثم نضع حبراً أحمر اللون في الطرف الأيمن وحبراً أزرق اللون في الجزء الأيسر. فنحصل على منظومة مرتبة تماماً : جزء أحمر وجزء أزرق. لكن لو ثقبنا الغشاء الفاصل بينهما ولم نحرك ساكناً وتركناهما لوحدهما فإن النتيجة بعد قليل هي اختلاط اللونين وتعم الفوضى في السائل. ولهذا عندما ننظر للكون من حولنا ونرى هذا الترتيب الرائع، والتناسق الواضح، والجمال اللامتناهي بكل شئ، من أصغر جسيم نووي ودقيقة أولية لأكبر مجرة وجرم سماوي ومابينهما ، لعرفنا أن هناك منظم وضابط وحاكم لها لا إله إلا هو سبحانه وتعالى: " إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْـزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ " (البقرة 164). قانون طبيعي 3 : قانون العناد (أو بالأصح التياسة) عندما يذهب أحدنا مشواراً للنزهة في سيارته ليس بباله شئ سوى الاستجمام والاستراحة وقضاء بعض الوقت مع الأهل والأصدقاء. ولكنه وهو يقود السيارة يرى سيارة ثانية تريد تجاوزه (وهذا ليس عيباً بحد ذاته فلربما سائق السيارة الثانية مستعجل لقضاء أمر مهم) لكننا ولاشعورياً نبدأ بالتسارع وكأننا في سباق مع المسكين. ونحاول أن نمنعه من التجاوز ما أمكن مع أن الطريق فسيح والتجاوز مسموح وكل شي. لكن العناد أن نسبقه مهما صار! وكمثال آخر. افترض أن أحد الشباب قد نظم نفسه كل مساء بعد الانتهاء من المدرسة أو الجامعة، بطريقة مناسبة بحيث يدرس ويشاهد بعض البرامج المفيدة ويذهب للنوم الساعة الحادية عشرة ليلاً ليستيقظ لصلاة الفجر. واعتاد أن يفعل ذلك يومياً بانتظام وتكرار دائم. ولكن ذات يوم جاءت أمه الساعة الحادية عشرة إلا ربعا وقالت له: لاتنسى أن تذهب للنوم الساعة الحادية عشرة. فماذا سيفعل تلك الليلة؟ أنا متأكد أن معظم الأخوة والأخوات سيقولون إنه سيسهر تلك الليلة ويتأخر بالنوم. لماذا؟ لأنه هذا هو قانون العناد (أو التياسة لأن التيس مشهور بالعناد). وفي الفيزياء يأتي قانون التياسة في مانسميه قانون لنز. فإلاكترونات في سلك كهربائي حر، تتحرك حركة بسيطة عشوائية بكل الاتجاهات. فلو اقترب من السلك مجال مغناطيسي بحيث يزداد التدفق المغناطيسي فيه فإن الإلكترونات تتحرك بانتظام على شكل تيار تحريضي لكن يعاكس ازدياد التدفق المغناطيسي الذي كان سبب نشوء هذا التيار. ولو ابتعد المجال المغناطيسي (لأنه شعر أن الإلكترونات زعلت من قدومه) وتناقص التدفق المغناطيسي، فإن الألكترونات تتحرك بالاتجاه المعاكس ويغير التيار التحريضي اتجاهه ويحاول أن يمنع تناقص التدفق المغناطيسي! هذا هو قانون لنز .. قانون العناد !!! هذه أفكار مرحة للمناقشة والتحاور مع الأخوة والأخوات الأعزاء في هذا المنتدى الطيب. مع كل التحية والتقدير للجميع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|