[عقروب الفيزياء]

هاقد عدت اصحابي :a_plain111:

عام 2010 هل ستصنع الجوارب من نسيج العنكبوت ؟



انه بمثابة المادة المعجزة - فهو اخف من الريش وأقوى من الحديد الصلب، وأقوى أنواع الألياف الموجودة في الطبيعة. هو الطريقة المثلى لتسخير القوة الرائعة لشبكات العناكب واستخدامها في الصناعة التجارية ابتداء من الجوارب ومروراً بشبكات صيد السمك وانتهاء بأنواع


الستر المضادة للرصاص. فقد نجح الباحثون في جامعة شان شو اليابانية في حقن جينات العنكبوت في دودة القز لابتكار خيط سيكون أقوى وأرق وأكثر متانة من الحرير التقليدي. فقد سبق وجرى تجريب المنتج الياباني لهذا النوع من الخيط في جوارب العنكبوت، والجوارب النسائية لا بل حتى سنارات صيد السمك التي من المتوقع ظهورها في السوق خلال بضع سنوات. وقد كان الفريق الياباني العامل بإشراف أستاذ علم وراثة الحشرات، ماسو نكاجكي، في سباق تنافسي مع العلماء في كافة أنحاء العالم لابتكار طريقة تتمثل في إنتاج واسع لخيط حريري-عنكبوتي. من جهة أخرى، أثبتت "الزراعة" التقليدية للعناكب استحالة هذا الاختراع بسبب طبيعة العناكب الإقليمية وطبيعتها الافتراسية.بعد مضي خمس سنوات من ذلك الإثبات، استنبط اختصاصيو علم الوراثة الأميركيون وسائل غريبة لتوليد خيط حرير العنكبوت من ضروع العنزات. غير أن تقنية البروفسور نكاجكي تعمل على توظيف تقنية مخلوق سهل الانقياد بصورة أكثر - ألا وهو دودة القز، التي تستعمل أليافها الوامضة في ابتكار قماش يستمر لزهاء فترة تزيد على الخمسة آلاف سنة. وعمل الفريق الياباني على حقن بيض دودة القز بجينات العنكبوت الذهبي المداري، المعروف لدى اليابانيين بالعنكبوت الخليل نظراً لتمتعه بتشكيلة من الألوان قوامها الأحمر والأسود والأصفر المميزة، مما يجعل منظره شبيها بثوب الكيمونو الرائع الذي يرتدينه مومسات الطبقات الراقية. وتظهر يرقات دودة القز من شرانق البيض النسيجية، حيث تضم 10 بالمائة منها بروتين العنكبوت ليجري غزلها إلى الحرير.

ويأمل الأستاذ نكاجكي زيادة نسبة مادّة خيط العنكبوت إلى 50 بالمائة. ويمتاز "حرير درجلان"، الذي تستخدمه العناكب في رفع وخفض نفسها ولبناء برامق نسيج شبكتها العنكبوتية بقابلية شد عالية تفوق أي مادة طبيعة أخرى- وهو أقوى من الخيط الفولاذي من ذات السمك بخمسة اضعاف. أما من ناحية قدرته على امتصاص المؤثرات، فهو أقوى من نسيج كفلير، النسيج البلاستيكي المستخدم في الستر المضادة للطعنات والدروع الواقية. من بين الطلبات الأخرى التي ستعمل الشركات اليابانية على تأمينها مستقبلاً هي مضارب التنس وسنارات وشبكات صيد السمك - وعلى خلاف خيط النايلون، يتميز الخيط (الحريري-العنكبوتي) بقدرته على التهرؤ طبيعيا بمرور الوقت، عكس خيط النايلون الذي يلوث الشواطئ ويهدد طيور البحر. وبإمكان الجراحين الدقيقين استخدامه بدلاً من خيوط الجراحة المستخدمة حالياً بعد إجراء العمليات. يذكر أن شركة اوكوماتو اليابانية هي الشركة الوحيدة التي طورت الطلبات التجارية الخاصة بخيوط (الحرير-العنكبوتية) وهي بصدد التخطيط لإطلاق جوارب العنكبوت الرقيقة جداً والمتينة بحلول العام 2010 من جهة اخرى، وجدت ثقافات الشعوب استعمالات أخرى لخيوط العنكبوت. فقد استعمل صيادو السمك البولينيزيون خيوط العنكبوت الذهبي المداري في صناعة شبكات صيد السمك،
كما وضعت الجاليات الموجودة في بابوا، غينيا الجديدة شبكات العنكبوت على رؤوسهم للوقاية من أشعة الشمس. وفي الحرب العالمية الثانية، استعملت خيوط من أنثى عنكبوت الأرملة السوداء كزناد أو مقداح شعري تسديدي في البنادق التلسكوبية.

عن موقع جريدة الصباح.