[فيزيائي 2009]

[gdwl]الإحتكاك الحراري يفسر ظاهرة الينابيع الحارة على القمر انسيلادوس [/gdwl]

حاول العلماء أن يضعوا تفسيرا للظواهر الغريبة الموجودة على سطح احد اقمار زحل المعروف بانسيلادوس والتي إكتشفتها مركبة (كاسيني هيغنز) الأوروبية الأمريكية المشتركة عندما تم إطلاقها عام 1997 ووضعت في مدار حول كوكب زحل عام 2004 وقامت كاسيني بثلاث رحلات للإقتراب من القمر انسيلادوس وبتصوير سطحه وأظهرت هذه الصور تدفق رشقات من الثلوج وسحبا ضخمة ومياه تنبثق من الباطن على شكل ينابيع حارة .

[motr]يبعد قمر (انسيلادوس) عن كوكب زحل حوالي 238 الف كيلو متر –[/motr]
وقد تم إكتشافه بواسطة العالم (هيرشل) عام 1789 ¡ يتميز هذا القمر بإنعكاسية سطحة العالية ¡ إذ يعكس 100% من قيمة الأشعة الساقطة عليه وبهذا يعتبره العلماء أكثر الأنهار لمعانا في النظام الشمسي وقطر (انسيلادوس) لا يتجاوز الـ 500 كلم وله سطح جليدي ناعم يحتوي على كثير من التصدعات – ولم يكن هذا القمر يثير إهتمام العلماء كثيرا إلى حين وصول المركبة الفضائية (كاسيني) إليه واكتشاف نشاطه الجيولوجي اللافت للإنتباه ¡ حيث يقول العالم الفلكي (جون سبنسر) أحد علماء (معهد شاوث ويست ريسيرش) : ]أن إكتشاف المركبة الفضائية كاسيني لنشاط القمر انسيلادوس يجعل من هذا القمر الصغير واحدا من أماكن المنظومة الشمسية الأكثر إثارة للإهتمام في مجال البحث عن احتمالية وجود حياة[ .

[gdwl]وتقول كارولين بوركو وهي أيضا خبيرة تصوير في معهد علوم الفضاء –كولورادو- [/gdwl]
أن المياه تبدو وكأنها تتسرب من شقوق على سطح القمر انسيلادوس على جانب القطب الجنوبي منه وكأنما هذا التدفق يحدث منذ آلاف السنين
وفي دراسة جديدة عن ماهية هذه المياه وأصلها وكيف تتشكل وأسباب حدوثها على سطح انسيلادوس – قام فريق من العلماء ببحث طويل عميق حاولوا فيه إيجاد تفسير لهذه الظاهرة – فعندما يقوم الإنسان بتحريك راحة يديه ومسحها مع بعضهما البعض فإنها تنتج نوع من الحرارة الخفيفة طبقا لإحتكاك اليدين – وهذا الإحتمال الأول قد يكون سببا لوجود الينابيع الحارة على سطح قمر (انسيلادوس) عن طريق مراحل الإحتكاك الحراري التي تحدث بين الكتل الجليدية عند تصادمها مع بعضها البعض داخل (انسيلادوس) والحرارة تجعل من الكتل الثلجية الصغيرة تتطاير محدثة أشكالا كالينابيع المتفجرة – وكانت هذه عبارة عن دراسة جديدة نشرت في المجلة العلمية مايو 2007 .
يقول الدكتور (جيفري كارجيل) وهو أحد علماء هيئة المسح الجيولوجي الأمريكي وحسب ما أوردته إذاعة (البي بي سي) - ]إن طبقات قارية تشبه الجليد فضلا عن قوى المد والجزر يمكن أن تولد وتحبس الحرارة محدثة ذلك النشاط الذي يشاهد على (انسيلادوس) وحسب تصور الدكتور (كارجيل) يمكن أن يكون هناك محيط عميق من المياه السائلة مشبع بالغازات مثل غاز ثاني أكسيد الكربون وهذا الغاز بدوره قد يكون محبوسا في قشرة جليدية أو ربما يكون موجودا في حالة متجمدة في أسفل المحيط المفترض وجوده .
[gdwl]ويقول الدكتور (أندرو انفرسون) من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في (باسادينا)[/gdwl]
أن هناك أقمارا أخرى تابعة لزحل تحتوي محيطات من المياه السائلة المغطاه بقشرة جليدية سمكها عدة كيلومترات – لكنه يقول أن الوضع مختلف في المنطقة القطبية الجنوبية للقمر (انسيلادوس) حيث أن جيوب الماء ربما تكون على عمق عشرة أمتار من السطح .

وقد قام البروفيسور (فرانسيس نيمو) من كلية علوم الأرض جامعة كاليفورنيا وبعض زملائه بحساب كمية الحرارة التي يمكن أن تنتج من عملية الإحتكاك هذه وتوصلوا إلى نتيجة مفادها أن تطاير البلورات الثلجية والمظاهر الجيولويجة الأخرى التي تشاهد في القطب الجنوبي للقمر (انسيلادوس) هي إعتمادا على نفس التفسيرات السابقة لعمليات الإحتكاك بين الثلوج وأن هذه المنطقة الجنوبية للقمر انسيلادوس هي أدفأ نسبيا من مناطق القمر الأخرى المتجملة وهذا النشاط الجيولوجي وضع البروفسور نيمو وفريقه إسما مقترحا له بعنوان (خطوط النمر) ويعتقدون أن ما يسمى بخطوط النمر هذه هي الأسباب المؤدية إلى ظهور تشكيلات الينابيع الحارة من تطاير الثلوج وإحتكاكها على سطح القطب الجنوبي من (انسيلادوس) علما بأن هذه الشقوق الدافئة والتي تنبعث منها الينابيع الحارة يبلغ طول إنبعاثها حوالي 483 كيلومترا فوق سطح قمر (انسيلادوس) الذي يبلغ عرضه أيضا بالتقريب نفس المعدل ويقول (اندرو انجرسول) أحد اعضاء فريق التصوير لضاهرة الينابيع الحارة على سطح (انسيلادوس) من معهد كاليفورنيا ]إنني أعتقد أن الصور من على سطح (انسيلادوس) تظهر ذرات من الثلج في إنبعاثات من بخار الماء تنطلق من فتحات ولكي تندفع هذه الجزيئات يجب أن يكون للبخار كثافة ما وهذا يعني وجود درجات حرارة دافئة بشكل مثير للدهشة في جسم بارد مثل (انسلادوس) وقد لاحظ فريق (نيمو) أيضا أن هنالك تفاوتا في عملية المد على ظهر (انسيلادوس) حيث أن القمر يقترب ويبتعد من كوكبه زحل بتأرجح غير منتظم مما يسبب أيضا تأرجحا في عمليات المد والجزر على القمر وبالتالي حدوث ظاهرة الإحتكاك وشقوق الإنبعاثات الجوفية التي تعرف بـ(خطوط النمر) والتي من أسبابها أيضا الجاذبية التي تقوم بها كوكب زحل لجذب القمر (انسيلادوس) وبالتالي التسبب في فتح وقفل الشقوق الحارة التي تنبعث منها ينابيع بلورات الثلوج المتطايرة التي تشبه المياه المتدفقة .
وإعتقاد العلماء الأخير أن القمر (انسيلادوس) يملك محيطا سائلا يرقد تحت الجليد وهذا مما يساعد أيضا على إعطاء البلورات الثلجية مزيدا من الحركة لأعلى – وما زالت الأبحاث العلمية جارية لتكشف لنا المزيد من الحقائق العلمية الثابتة عن هذا النشاط الجيولوجي الغريب الذي يحدث على ظهر قمر زحل (انسيلادوس)